أقدم مؤخرا أساتذة محسوبين على النقابة الملتحية الموالية لحزب المصباح الذي يقود الحكومة الملتحية، يتزعمهم شيخهم المريد الملقب "الحاج الصغير" على فرض منع التدخين بمقصف الأساتذة بالثانوية التأهيلية بومالن دادس في سابقة من نوعها عبر ربوع الوطن. حيث عمد الحاج الصغير" للتذكير فمصطلح الصغير ليس لصغر سنه بل هو أكبر وأقدم الأساتذة بالمؤسسة، فحسب. عمد الى تأجيج الصراع حول التدخين ومحاولة منعه داخل مقصف الأساتذة؟ وبشكل متأخر لم يثر بخصوصه الموضوع قط طيلة مشوار الحاج العملي داخل المؤسسة. لكن أثير مؤخرا نظرا لتوفر مجموعة من الظروف الموضوعية والذاتية المتحكمة في سلوك منتسبي المصباح ونقابته: - صعود الحكومة الملتحية والتي قد تحيلنا الى تساؤلات من قبيل: هل يتعلق الأمر بتعليمات شيوخ حزب المصباح لمريديهم الطيعين لفرض الشريعة تناغما مع صعود الحزب الملتحي للحكومة ومحاولته فرض الشريعة الإسلامية؟ أم هي نزوات واجتهادات المريدين تزلفا وتملقا للشيوخ ومحاولة لإثبات الذات وانتشاء الإبطال بلا مجد، هذا دون الرجوع الى الانتخابات والدستور والمناخ العالمي الذي أوصل ورقة التطرف إلى سدة الحكم في غالبية دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط ، وبمباركة الامبريالية العالمية التي ثمنت ذلك، وكيف استفاد حزب المصباح من الريع السياسي وتنازلاته وأهداف استعمال وحرق ورقته في هذا المناخ؟؟. هذا على المستوى المناخ العام. - على المستوى المحلي: تناغما مع المناخ العالمي يجتهد مريدوا حزب المصباح ونقابته تغطية على المواقف الخجولة والمتذبذبة لحكومتهم الملتحية ونقابتهم، التي أقامت الدنيا ولم تقعدها قبل الوصول الى الحكم، بمطالب اعتقد كل متتبع أن هذه النقابة وحزبها يملكون خاتم سليمان لحل المشاكل، لكن بمجرد المسك بمقود القيادة انكشفت عورتهم ولم يختلف خطابهم الشعبوي عن سابقيهم وثمنوا المهرجانات وصادقوا على قانون للمالية معروفة مداخيله كان الشيوخ والمريدون ينتقدونها ويحرمونها، وطبلوا وزمروا وحاولوا تمرير قانون الإضراب، واستعملوا من القبضة والحديدية والعصا في وجه ابناء الشعب بطريقة غير مسبوقة كانوا ينتقدونها بحدة. وبسلوك الشيوخ هذا يحاول المريدون تغطية شمس الحقيقة بغربال الوهم وتسويقه، اذ عوض الانكباب على مواضيع وملفات كبيرة عجز عن ذلك الشيوخ باصطدامهم بالأمر الواقع، يحاول المريدون من جهتهم إثبات الذات بلملفات ومواضيع عقيمة من قبيل منع التدخين بقاعة الأساتذة وبشكل متأخر. فبالنظر الى مخاطر التدخين على الصحة وانعكاساته السلبية عليها، والتي لا يمكن أن يجادل بخصوصها أحد ولا يتناطح حولها كبشان أقرنان، وكذا القانون الذي يمنع التدخين في الأماكن العمومية إلا أن منع التدخين في المقصف وبالضبط خلال المناخ المذكور، لا بد وان يضع كل غيور عن المنطقة وعن الأمة ؟؟ موضع تساؤلات تحتاج إلى إجابة علمية ومنطقية والتي إن تعذرت –الإجابة- يتطلب من كل غيور إعادة صياغة الأسئلة و إن اقتضى الأمر أن يؤدي إلى تناسلها للوصول الى حقيقة الأمر: - لماذا بالضبط اختيار هذا التوقيت المتأخر بالذات مع العلم أن مخاطر التدخين كانت ولازالت وستبقى؟؟ كما ان التدخين كان منذ زمان في هذا المقصف بحضور "الحاج الصغير" والأقدم بالمؤسسة دون ان يثيره ولو مرة واحدة؟؟ وبالتالي سيكون هنا صغره ليس في سنه كما ذكرنا ولكن في عقله ومنظوره وتصوره وتنبئه. - اذا سلمنا بتطبيق القانون، ولا احد سيكون فوقه ولا يجادل فيه، والذي يمنع التدخين في الأماكن العمومية، أين سيدخن الأساتذة إن كان المقصف كملاذ وحيد لهم واعتبره التطرف مكانا عموميا؟؟ هل في القسم وتلك الطامة الكبرى أم في الساحة وتلك طامتين ام في مكان آخر قد يكون مقدسا وتلك طامات كبرى دفع بها التطرف.؟؟ - أم الأمر يتعلق بمنع كلي للتدخين داخل المؤسسة وفي جميع مرافقها وهنا سيكون الطريق الأقصر لتطبيق تلك النظرية- الفريدة- وكمدخل لفرض الشريعة هي ان يجتهد المريدون ويفرضوا على حكومتهم الملتحية وشيوخهم، ولهم الأغلبية لذلك ولتكن لهم الشجاعة الأدبية والأخلاقية والنضالية، منع إنتاج وتسوق وتوزيع السجائر وقضي الأمر الذي كنتما فيه تستفتيان؟؟ و تعوض مداخيله والموازنة التي يحققها في ميزانية الدولة ومناصب الشغل التي يحققها والقوت اليومي لآلاف العائلات المشتغلة في شركاته بشكل مباشر وغير مباشر، بالزكاة تفرض على المريدين الصغار من أمثال الحاج الصغير؟؟. الغريب في التصرف والهيجان الذي لازم الحاج الصغير ومعه مريدوه أثناء إثارة موضوع التدخين- في إطار تغيير المنكر باليد- بمقصف الأساتذة هو تلك الطريقة والهستيرية المرافقة لسلوكه وسلوك مريديه، الذين قاموا بسحب المرمدات، أي منفضة رماد السجائر، في غفلة من الأساتذة دون فتح نقاش ودون تبصر وعقلنة ودون اتباع منهجية الدعوة التي يطنبون بها آذان مخاطبيهم. ودون الاحتكام الى القرآن الكريم"ا دْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ.." " إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاء.". بالرغم من ان بعض الأساتذة المدخنين والعقلاء اقترحوا حلولا جذرية وتوافقية وحضارية من قبيل جمع مساهمات لتوسيع المقصف ليتسع للمدخنين والمنتفضين ضدهم. والأغرب من ذلك فصدور هذا السلوك من أشخاص معروفة إيديولوجيتهم وتطرفهم فهذا مقبول ومنطقي، لكن أن يضم صوته الى أصواتهم النشاز شخص يدعي الحداثة والديموقراطية والانفتاح والدفاع عن اختلاف الآراء واحترام حرية الآخر ومبادئه كما يطالب في خطاباته فتلك معضلة أثبتت انفصام شخصيته ويتعلق الأمر" بالأستاذ الباحث" الذي تختلف مرجعيته، ان كانت له وكما يدعي ،عن مرجعية حزب المصباح والتي طالما وجه لها انتقادات جمة من قبيل: القومجية العروبية، التطرف...... لكن نعتقد ان مصطلح باحث يقصد به باحث عن ملاذ سياسي بعد التيه الاديولوجي والنضالي الذي أصابه، وهو ما تأكد من مغازلته لبعض الأحزاب التي كان ينتقدها ويصفها بشتى الأوصاف وفي الأخير يصطف الى جانب أحدها وأكثرها عداء لقضيته ان كانت له قضية كم يدعي. "عش نهار تسمع خبار".. لنعد الى الموضوع من زاوية أخرى أي موضوع "محاولة منع التدخين ليس بساحة المؤسسة ولا الأقسام ولا في أماكن مقدسة" والتي قادها الحاج الصغير ومريدوه وينتشون بها كأنها فتح مبين وكأنها معركة نضالية متبقية من المعارك النضالية التي قادتها النقابة الملتحية وحققت ما حققت ولم يبق من ملفها المطلبي إلا منع التدخين في الأماكن العمومية ان كانت كذلك؟؟؟، رغم ان الموضوع لا يحتاج لا لإسالة المداد ، والذي أفعله الآن ،ولا لإسالة الدماء كما كاد الحاج الصغير ومريدوه فعله لما هم بتغيير المنكر، حسب رأيه، بيده لأنه لا يعطي فرصة لتغير ذلك بقلبه الذي يكن العداء لكل مختلف معه إيديولوجيا ونقابيا وسياسيا حتى في صفوف تلاميذه، ولا لسانه السليط على كل مختلف معه كذلك اذ يعمد إلى الافتراء على الأساتذة الذين يختلفون معه سياسيا ونقابيا وإيديولوجيا ليس جهارا ولم ولن تكن له الشجاعة الأدبية والنضالية والأخلاقية في ذلك، وذلك سلوك الجبناء، ولكن من وراء الظهر والتمظهر بضحكاته الصفراء كانسان متقي يحترم الآخر. فلا يدخر جهدا في اتهام بعض الأساتذة بهتانا بالصعلكة والسكايرية ..... قد يبدوا للمتتبع ان الحملة التي قادها الحاج الواعظ الصغر وزبانيته وكتائبه غيرة على المؤسسة والمنطقة ككل، لكن ما ان تغوص في أعماق المشكل والخوض في الماضي والتاريخ حتى تنكشف له حقيقة الأمر لأن التاريخ يحفظ بماء من ذهب الانجازات والبطولات ونضالية وكفاحية المرء داخل وخارج مؤسسته وهو ما لا يتوفر كعنصر إضافي في سلوكه ومن هنا لا بد من التساؤل: - متى عرف الحاج الصغير وزبانيته النضال حتى ولج قطاع التعليم تلاميذته وبدأ ينافسهم مقاعد النضال دون كفاءة ودون صيد نضالي يشفع لصاحبه؟ مع العلم أن الحاج كان الى وقت قريب، قبل أن يبدأ حزبه وجماعته من قبل التهييء للبرلمان والاستفادة من الريع السياسي والاستوزار لاحقا، أي كان يعتبر النقابة والنضال "..مستحدثة وكل مستحدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار" اللهم أجرنا من النار. ما هذا التغير في المواقف؟ . - ان كان هذا افتراء رغم ان الوقت لا يسمح بتفصيل الأمور واللجوء الى الشهود حتى من تلاميذه، عندما كان من أكبر كاسري الإضراب، ولم ينخرط في المعركة البطولية التي أطاحت بأكبر إمبراطور متسلط بالمؤسسة، أجمعت كل الفعاليات وكل المسؤولين محليا وجهويا ووطنيا على فساده ونقصد هنا المدير ما قبل المدير السابق. ان كان ذلك افتراء فما هي انجازات الشيخ ومريدوه بهذه المؤسسة لا من حيث تأهيلها والنضال من أجل ذلك مع العلم ان الثانوية كأقدم مؤسسة بالإقليمين لم تعرف تأهيلا ولا إصلاحا وطالها التخريب في جميع مرافقها ولكل مشكك أن يزورها وسيقف على المستور لا داعي للتفاصيل في ذلك وسنعود لكل المواقف بخصوصها لاحقا. - ومن هنا فان كان المشكل فقط في التدخين وكل المشاكل حلت، والمؤسسة بخير والتلاميذ على أحسن ما يرام ولم يبق إلا ذلك، ، أعتقد جازما ومعي كل المدخنين، سنجري تربصا ومخيما وبرنامجا للإقلاع عن التدخين.؟ - ماذا قدم الغيور على المؤسسة والمنطقة من قيمة، هل قدم ساعات اضافية بالمجان للتلاميذ دون ابتزازهم ودون الضغط عليهم من أجل الاستفادة منها وهو ما يفعله مريدوه وما أكثرهم ويمكن البحث في الموضوع؟؟ - ما هية الأنشطة المقدمة لفائدة التلاميذ، غير نفث الايديولوجية والابتزاز بخصوصها والكل يعلم ذلك اذ لا تخل حصة من حصص الدروس المقدمة في المواد من التطبيل لحزب المصباح وغيره...؟ أم أن الغيرة فقط حول التدخين الذي يضر بصاحبه أولا، رغم ان صحة مدخن قد تكون بخير أكثر من غير مدخن ضن على صحته بشحه وزهده فأصبح أكثر نحافة؟؟؟ وجاد على المين والنميمة والافتراء وأراد أن يصبح بطلا بلا مجد ..؟؟. - لماذا لم يقف الحاج الصغير ومريدوه في وجه التسيب الذي طال المؤسسة على جميع الأصعدة لعلها بستانه المتعلق منها بالأخلاق عندما تطارد فتيات المؤسسة من طرف غرباء حتى داخلها دون الحديث بهذا الخصوص حول سلوكات المدير موضوع الاحتجاجات البطولية التي عجلت برحيله في وقت كان الحاج الصغير من بين مريديه الطيعين والمدافعين عنه حتى النخاع؟؟ - أم ان الامتيازات والتواطؤ مع الإدارة مقابل اختيار عدد الساعات والمستويات الأفضل وكذا التستر على عمله وغياباته حالت دون نضاليته حتى بزغ ضوء مصباح الحكومة الملتحية والتقط الإشارة رغم تجرعه المرارة.؟؟ - أم أن ترتيب المؤسسة اسفل سافلين لا يعنيه؟؟ والأمر فقط في التدخين؟؟ والمؤسسة لا تحتاج لا لتأهيل ولا لإصلاح ولا لمعدات وأجهزة وغيرها فقط التدخين؟؟. فمجمل القول فان حكومة ونقابة المصباح حققتا ما بشرت به مريدوها والشعب المغربي من وعود وملفات الفساد الكبير منه والصغير، اذ حاربت المستفيدين من اقتصاد الريع كبيرهم وصغيرهم وسحبت منهم رخص استغلال البر والبحر والجو، وحاربت مهربي ومختلسي المال العام وحاكمتهم تحققت العدالة والتنمية الموعود بها ومنذ اللحظة سيعيش الشعب المغربي في رغد لكن الحجرة العثرة أمام كل هذه الأحلام، بعد انطفاء مصباح الحكومة الملتحية، ه معضلة التدخين بمقصف الاساتذة بالثانوية التاهيلية بومالن دادس بالضبط وليس غيرها، ..... فيا ايها المدخنون ان الحاج الصغير خيركم فاختاروا ما بين الاقلاع عن التدخين أم لا عدالة ولا تنمية في المجتمع. تصبحون على وطن الى أن يشعل المصباح من جديد.