img src=" ../img/715_8.jpg" alt=" هل نجحت مدرسة " جبل ألبان" فيما فشلت فيه الحركة الأمازيغية؟" width="350" / في البداية أود أن أشير إلى أن مدرسة "ألبان"، ليست كباقي المدارس التي نعرفها، ليس بها قاعات و لا معلمون، ليست بها إدارة و لا حارس. مدرسة "ألبان" مدرسة تحررية توجد فوق جبل "ألبان"، بقرية اميضر المستمرة في اعتصاماتها لما يناهز ثمانية أشهر، "جبل ألبان" الذي سبقت أن ذكرته في مقال سابق، و قلت في حقه : " سيتردده الأجيال كما نتردد نحن جبال "صاغرو"، "بوكافر"، "بادو". فعلا، مادام جبل "ألبان" ينتج أطفالا كبارا من طينة "بدر" الذي أرعب المتتبعين إلى درجة أن الحاقدين على هذا الصوت البريء، استهزؤوا بكلماته، و ألصقوا تهما مجانية لساكنة اميضر من قبيل "أنهم يحرضون الأطفال الصغار". اتهامات ألفناها و لا حاجة لأن نعيرها اهتماما بليغا. مدرسة "ألبان"،مدرسة في الهواء الطلق، معلموها، مناضلون حملوا مشعل الوقوف بجانب أهاليهم في مطالبهم المشروعة، إدارتها تسيرها "حركة على درب 96" التي قامت بدورها كما ينبغي. التاريخ لا ينسى، كل صغيرة و كبيرة يسجلها بأقلام ذهبية. في مدة لم تتجاوز مدة الدراسة في المدارس العادية (تسعة أشهر)، تخرج منها أطفال "كبار" و نساء واعيات بدبلومات الوعي و النضال المبكر من أجل الكرامة و العيش الكريم. عندما سمعت لكلمات بدر و هو يتكلم بكل عفوية و بكلمات ملئها الصدق و الوعي بما يحاك ضد أبناء قريته و ما يحاك ضد الأمازيغية، استغربت فعلا لطريقة إلقائه، و ثقته في كلماته، أسلوب يليق و مقام "جبل ألبان"، أسلوب ينم عن مجهودات المناضلين و المناضلات الذين يؤطرون الفعل النضالي بعين المكان، بعد مشاهدة الشريط مرات عديدة، أيقنت أشياء كثيرة مفادها : - أن الوعي و النضال من أجل الأمازيغية في أمس الحاجة إلى مدارس عتيدة مثل مدرسة "جبل ألبان". - أن النضال بجانب الشعب يكسب القضية الأمازيغية شرعية و وعيا مبكرا في صفوف جميع الشرائح. - أن مبدأ " تمازيغت و تمازيرت" هي الحل الأنجع لإخراج الصوت الأمازيغي من بوثقته النخبوية. - أن قيم تيموزغا و الشأن الأمازيغي، لا ينمو فقط داخل أسوار الجامعة أو داخل الجمعيات... لن تمر هذه الكلمات دون أن ننوه بدور الأم فوق جبل ألبان التي لا تعرف يوما عالميا و لا حقوقا. بشراك يا أم بدر، نِعم ما أنجبت. لا أعرف كيف أعبر عن امتناني و شكري لهذه النعمة التي رُزقت. طفل رضع قيم تيموزغا من حليب جادت به جبال الحرية، أعشاب الأنهار و البراري و اكتمل معها نمو الطفل "بدر" فوق مدرسة ألبان العتيدة. بدر أصبح مثالا للوعي المبكر، تتناقله ألسن الصغير و الكبير. ما أجمل أن يبصم الإنسان بصماته في التاريخ في سن مبكرة. ختاما، لا بد أن نحيي "حركة على درب 96" التي مازالت تبهر الجميع بدورها في توعية الجماهير من أطفال و نساء، و هي رسالة يجب أن تصل إلى من يهمه الأمر " إن عدم الاستجابة و التماطل في تلبية مطالب ساكنة اميضر الشرعية و المشروعة يسجل على أنه عدم اهتمام بالمواطنين و كذلك يسجل على أنه ورقة رابحة بالنسبة للنضال الأمازيغي، فكل يوم تزداد فيه سياسة التماطل إلا و تزداد معه تقوية شوكة النضال و الوعي الأمازيغي". فإلى من يحمل في نفسه مبدأ الأمازيغية "قضية مشروعة" أن ينزل و يصعد جبل ألبان و يرى بأم عينه ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر.