تعاني ساكنة أغلب الدواوير بجماعة إكنيون التابع لإقليم تنغير من العزلة والتهميش والإقصاء الممنهج، حيث حوصر أغلبها بين الجبال، والنموذج هنا نسوقه من دوار تولاوالت الذي يبعد بحوالي 70 كلم عن مركز الجماعة. فقد خرجت الساكنة مؤخرا عن صمتها وقامت بمسيرة على الأرجل ضدا على ما أسمته بالحرمان من أدنى حقوق العيش الكريم. ومما يواجه ساكنة دوار تولاولت أيضا، انعدام شبكتي الكهرباء والماء الشروب، ووعورة المسالك وضعف بنيتها التحتية، وانعدام إلى شبكة المواصلات. وأمام وعورة المسالك وصعوبة الوصول إلى هذه الدواوير، فقد اضطرت السلطات العمومية إلى نقل صناديق الاقتراع في الانتخابات البرلمانية الأخيرة من وإلى هذه الدواوير بواسطة طائرة مروحية، في الوقت الذي لا تجد الساكنة سبيلا لنقل مرضاها أو النساء الحوامل إلى المراكز الصحية، بل ولقضاء مآربها من الأسواق والشؤون الإدارية والتي تشتد بالطبع في فصل الشتاء وفترات نزول الأمطار، مما يطرح ألف سؤال عن التدابير التي يتخذها الجهات المسؤولة محليا وإقليميا وجهويا لفك العزلة عن مواطنين لا ذنب لهم سوى أنهم اختاروا تولاوالت محل سكناهم. فإلى متى تظل الحياة تحتضر بهوامش جماعة إكينون بغياب أية رؤية مستقبلية للرفع من المستوى الاجتماعي وتحسين ظروف ساكنة دأبت على رفع التحدي، وأسلافها جدوا لكسر شوكة المعمر الفرنسي المدجج بأنواع أسلحة الدمار بجبل بوكافر الخالد والشاهد على البطولة والمجد المغربيين؟؟؟