تعتبر منطقة أكنيون بإقليم تنغير، إحدى القلاع المضيئة في تاريخ المغرب، حيث ينتصب شامخا جبل بوكافر كشاهد على هذه الحقبة المشرفة في سجل المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي المعروفة بمعركة بوكافر الشهيرة. هذه المنطقة التي كان من المفروض أن تحظى باهتمام وعناية بالغين على ما أسداه أبناؤها الأشاوس من تضحيات جسام في سبيل استقلال البلاد وعزتها، تسقط اليوم بين أيدي أغلبية متسلطة بالمجلس القروي لجماعة أكينون، إذ أن ساكنة هذا الربع الوضاء من ربوع بلادنا يعاني الأمرين من سلوكات غير مقبولة ترخي بظلالها على الجماعة. وتتجلى هذه السلوكات المشينة في المظاهر التالية: تمتيع المقربين بالصفقات وسندات الطلب (أحد إخوة الرئيس) دون استحقاق أو سند قانوني، وقد أثار هذا التصرف المتسم بالمحاباة، موجة من التذمر والاستياء لدى لجنة من المقاولين بالبلدة الذين رفعوا شكاياتهم إلى عامل إقليمورزازات دون أن تجد آذانا صاغية. حرمان عدد كبير من المواطنين من التسجيل في اللوائح الانتخابية لا لشيء إلا لأنهم غير موالين للرئيس، وكمثل على ذلك دوار مردول نواجرك. تسليط سيف الانتقام، وتضييق الخناق على المواطنين غير المحسوبين على الأغلبية، وحرمان دواويرهم من أبسط الحقوق في التنمية المحلية كما هو الشأن بالنسبة لدوار تغسة الذي كان عرضة للأمطار المسببة في قطع الطريق، مما اضطر معه السكان إلى فتح الطريق بوسائلهم الخاصة التي كلفتهم الشيء الكثير. حرمان سكان الدواوير غير المرغوب فيها من طرف الرئيس من الماء الصالح للشرب وحتى على دائرته المسماة مقبي. استيلاء أحد نواب الرئيس على مسكن الجماعة وكرائه لأحد الأساتذة دون موجب قانون سطو نائب الرئيس على قطعة أرضية يقام عليها موسم خويا الحسن السنوي وهي أرض تابعة للقبيلة بإيعاز من الرئيس. إن هذه السلوكات التي تعود إلى العهود البائدة، تحول الجماعة إلى ملكية خاصة في يد شرذمة من الأشخاص يعيثون في الأرض فسادا، ويسيئون إلى مؤسسة دستورية من أهدافها الأسمى تحسين أوضاع المواطنين، وتوطيد أركان التنمية المحلية المستدامة، فهل من رادع لهذه السلوكات الخرقاء؟