كان الأمل كبيرا عندما أقبل الناس على صناديق الاقتراع، إذ أعطيت وعود لإصلاح ما يحتاج الإصلاح، وإنجاز ما يحتاج الإنجاز، إذ لم يكن أصلا ما نجز ليصلح. وعود من رفع مستوى التنمية و الاهتمام بالمجال الفلاحي، ووو.... لكن للأسف الشديد كانت مجرد وعود على شفاه من وعد، قال ما قاله وبقيت سيت منسية. لم نرى وعدا تحقق على أرض الواقع، مازالت قرية سيت كما كانت عليه، إن لم نقل أنها تحولت من السيئ إلى الأسوأ. طريق غير معبدة يصعب المرور فيها أحيانا، وأحيانا أخرى تكون صالحة للبهائم فقط ، ولكن أهل المنطقة يضطرون إلى استعمالها، إذ يمرون فيها بسياراتهم بضيق شديد، هم من يقومون بإصلاحها بأيديهم وفؤوسهم، لم يسبق أن تدخلت جهة مسئولة كيف ما كان نوعها من أجل دعم أهل المنطقة لإصلاح الطريق وقت خرابها بسبب الأمطار، لم نرى يوما دعما كان ماديا أو معنويا من أي طرف كان. مستوصف مازال كما كان منذ أن بني سنة 1997 من قبل جهد أهل قرية سيت، جدران تقف بلا فائدة، غياب الموارد البشرية وكذا التجهيزات الطبية. شباب عاطل يواجه واقع البطالة المر، يتسكعون بين أشجار الحقول التي حملت الوديان نصف ترابها. نساء يعانون من قساوة الحياة، لم يسلمن من هم المعيشة ومعانات الحمل والأمراض، أغلبهن تلد بدون إسعاف. في الحقيقة واقع مرير يستحق الحديث، لكن للأسف الشديد أهمل أو بالأحرى نُسيَ. فالإعلام السمعي البصري بدوره أهمل هذه المناطق، فغياب الإعلام وطمس الحقيقة يطرح آلاف التساؤلات. ليس فقط قرية سيت هي التي تعاني من هذه المأساة، بل المناطق المجاورة أيضا حالها كحال سيت. في الوقت الذي كان من الواجب على الإعلام السمعي البصري التطرق إلى ما تعانيه تلك المناطق، نجدها تعطي الوقت الكافي للأفلام التركية والمصرية. واااااااااااااااااااااااااا أسفاه. نحن أيضا لدينا فلسطيننا الذي يواجه ذبابات الفقر، وبنادق التهميش وقنابل الإقصاء...، إنها تلك المناطق التي واجهت الاستعمار بالحجر وبنادق تقليدية (بوشفر)، لأن عروقهم تجري فيها دماء الوطنية، وتشبثهم بأرضهم وافتخارهم بمغربيتهم. يا ترى ! - إلى متى ستظل هذه المناطق تعاني؟ - هل سيأتي يوم يفرج عنها؟ نترك الإجابة للتاريخ.