قادني الفضول لزيارة الدار الخاصة بالطالب و الطالبة بقرية المدون بجماعة اغيل نمكون ، ففوجئت بما يشبه الاقامة الاجبارية ، تلاميذ وتلميذات وافدين من مداشير ثخوم الاطلس الكبير اتعب محيايهم الاملاق وأرهق اجسادهم النحيلة ماهم عليه بهذه الدار التي تفتقر الى ادنى الشروط الانسانية ، اكتظاظ وضعف الامكانيات و ترميمات ارتجالية شوهت الهندسة الداخلية للدار المخصصة للذكور واقلقت راحتهم ليصبح الوضع شبيها بآثار زلزال ... كل شئ تغير المراقد تحولت هندستها لتشبه على شكل زنازن ، المكاتب خزائن ، المطبخ عبارة عن عنبر كبير، اما عن المرافق الصحية فحدث ولا حرج. ، في الوقت الذي انعد مت فيه مجموعة من المرافق الضرورية : القاعة الخاصة بالمطالعة او المتعددة الاحتصاصات والملاعب الرياضية .اسرة النوم تهالكت واصبحت على شكل خردة متقادمة ،افرشتهم صورة قاتمة لاتحتاج الى تعليق : انه الفقر وتهميش الهامش. حاولت الاقتراب من احد النزلاء لاستفساره عن نظام الوجبات الغذائية اليومية ، بعد تحفظ وتخزف كبيرين اجاب باختصار شديد :" في غياب المراقبة يحدث كل ما يمكن ان تتوقعه ، تقريبا : عش لاتموت ' ومن خلال نبرة كلامه حسرة بائنة والم دفين وحرمان مع سبق الاصرار و الترصد . سالت الجهات المسيرة عن اسباب هذه الفوضى في الترميمات فكان الجواب : انها برمجة المبادرة الوطنية ...لم نستشر . عندما تتلقى كمتتبع للشان المحلي اجوبة احترازية وبكثير من التحفظ ولما بكبير من التخوف تجد نفسك محاصرا بين الواقع المر والتدبير بعقليات لم تتاثر بما يجري و يحدث من حولها بالمحيط القريب من التغييرات على جميع المستويات . انتقلت الى الجناح الخاص بالاناث الحديث الانجاز بمواصفات جيدة وبدن سور ، ولكن سرعان ما تصطدم بمفهوم المقولة الشعبية " المزوق من برا اش اخبارك من الداخل " الاقامة مخصصة للطاقة الاستعابية المحددة في 35 نزيلة ، لتجد اكثر من 40 نزيلة يفترشن التراب حيث لاوجود للاسرة ، تخيل كيف سيقضين ليلتهن الشتوية في هذه المنطقة الباردة والتي تصل درجة البرودة فيها الى ناقص 5 في اغلب الاحيان . وسرعان ما غادرت المكان متاثرا بما عاينت كأن واقع هذه المنطقة خارج التاريخ المغربي ، لاحق لها ان تستفيذ من مشاريع التنمية لا لشئ بل لانها بعيدة من الواجهة اريد لها ان تبقى تلك الصورة الاثرية كمشهد سياحي باطفالها ومعالمها .ساكنة تصرخ في صمت في خضم مجموعة من المعاناة والحرمان من العيش الكريم ، تطالب الجهات السؤولة محليا واقليميا ووطنيا بان تبادر في رفع التهميش عليهم وعلى المنطقة على السواء .