تشتهر مدينة تنغير بصناعة المنفخات التقليدية المسماة باللسان المحلي" الرابوس"، هذه الحرفة التي ورثها سكان المنطقة عن الحضارة اليهودية التي استوطنت أغلب المناطق المغربية منذ القرن 11 الميلادي. وأصبح العائلات الأمازيغية تورثها لأبنائها، والتي كان لها الفضل في ضمان استمراريتها بالموازاة مع حرفة الدباغة والسباكة. وقد تأسست تعاونية للمشتغلين في حرفة "الروابس" منذ 1983، وما يزال يذكر "حسن" الحرفي المشتغل في هذا المحل منذ ما يزيد عن ثلاثة عقود رفقة والده. وعن عدم تخصيص فضاء جامع للحرفيين كنماذج مدن مغربية أخرى معروفة بالصناعة التقليدية يقول:" ظروف العمل تختلف كثيرا عن باقي المدن، فمعارضة الانتقال إلى الحي الصناعي الموجود خارج المدينة، والبعيد من مركز المدينة الذي يعرف رواجا تجاريا مرده ضعف الإقبال على المحلات لبعدها عن السوق القديم المشهور أيضا بقسارياته التي تضم محلات تجارية للملابس والحرف والسباكة وبيع الحلي الفضية والذهبية. مما قد يفلس محلاتنا إذا ابتعدنا من المركز." وقد عرفت أثمنة هذه المنتوجات التقليدية تزايدا مع مرور السنين، بسبب غلاء المواد الأولية من جلود وخشب، بالإضافة إلى توجه هذه الحرفة إلى التأثيث الزخرفي بإدخال تحسينات وتلوينات عليها، بحيث لم تعد المنفخات تستعمل في توهيج النار وإيقاد الحطب، بل أصبحت تذكارات داخل البيوت المغربية وغرف الفنادق ... لدرجة أنها أصبحت تزين بالصور التذكارية والساعات الحائطية المحاطة بدبابيس، وفي أحيان كثيرة تضم صورا شخصية تحت الطلب. ورغم كون هذه الحرفة معروفة بها منطقة تنغير ككل، فهي آيلة للزوال بسبب ضعف الإقبال عليها من الشباب، وبسبب الإكراهات الكثيرة التي تواجهها، بما في ذلك المنافسة الدولية.