هنا البرهان مع أننا لا نحتاج إلى براهين في أمور أصبحت من البديهيات في دولة الحق و القانون ! السؤال هو: السلطات في خدمة من ؟ في خدمة الشعب أم العمل ضد مصالح الشعب ،رفعنا لافتات مكتوبة بالخط العريض ، في إحداها كتبنا مقولة للقديس الأمازيغي أوغسطين يقول فيها “عندما يغيب العدل فلا فرق بين الدولة وعصابة قطاع الطرق” صدق القديس الحكيم، أحس الشعب بالحكرة والظلم و ألا عدالة ، كل يوم يستيقظ على صوت الشاحنات المحملة بالمعدن النفيس " الفضة" تمر أمام منازلهم ، تنقله بعيدا، وليس في جعبته إلا أن يتمعن الشاحنات المصفحة بعيناه البائستان، فيحك رأسه ويعود إلى بؤسه صامتا ، و أحيانا ينهي هذا المنكر بأضعف الإيمان...فهو يتذكر جيدا أحداث يوم الأحد الأسود سنة 1996، ويتذكر جحافل من أصحاب القبعات الخضر " موبيل المهزوم" وهي تزحف على المعتصمين، وتعتدي وتعتقل الرجال منهم و النساء. لكنه سئم من بؤسه اللعين، لم يعد يحتمل أن تسرق المياه من فمه، وتستخرج الفضة من تحت وسادته ليلا دون إن يستفيد إلا من التلوث و الأزبال، وان يقوموا بتسميم قطيع أغنامه، وتجفيف بئره و السواقي التي بها يسقي حقوله...كيف يصبر على هذا الحال؟ لم يتركوا له بديلا، فثار ضد الظلم و الانظام، اليوم يطالب بحقه كاملا ، وهو مصر على الصمود، لن يتراجع و لن ينكسر ، فهم لم يدعوا له بديلا . حتى تحقيق مطالبه في العمل، الصحة، التعليم، الماء و الحياة الكريمة...وجبر الضرر التعويض عن التلوث، واستنزاف الفرشاة المائية، التعويض عن الرمال المسروقة، أراضي الجموع المستغلة بغير حق، المياه السطحية و الباطنية الملوثة بالسيانور... لكنهم لم يفهموا الدرس جيدا ، فجاؤوا يهددون الشعب ، أتي صغيرهم يهدد المناضلين و الشيوخ و النساء، و أتي غبيهم فهدد الشعب الكريم بالإحراق، فاخرج الشعب قنينة الزيت و صبها على نفسه أمامه ليسهل عليه العملية إلا انه تعجب، وفهم إن هذه الشعب لم يعد يخاف ، إما النصر أو الاستشهاد. وعاد إلى أهله خائبا لأنه لم يربح الجائزة كما كان متعودا. في اليوم التالي عاد مع مساعديه البرلمانيين بضحكتهم الصفراء ، ظنا منه أن الشعب هو كلبه المطيع، فرمى له العظمة بعيدا ليهرول إليها، لكنه نسي أن الشعب قد وعى خطته، وان مقولة "جوع كلبك، اتبعك" أصبحت " جوع كلبك، اعضك"، الشعب العظيم وقف في وجهه وقفة رجل واحد ،وقال لعصابته البرلمانية " ديڭاج" ثم صاح في وجه " العامل" :" لا لا ثم لا للحلول الترقيعية أيت إميضر صامدون،لا احتواء ،لا انتهاز، لا حلول ترقيعية الصمود في الاعتصام حتى تحقيق المطالب، مقاطعة الموسم الدراسي، مرحبا بالجميع في "جبل ألبان" معهد النضال ويستمر النضال ونعدكم بالمفاجآت.