لم و لن نتساءل لماذا لا يتضامن التعريبيون مع الشعب المغربي و مأساته مع البطالة و الفقر خاصة في المناطق النائية حيث الجوع و البرد و الثلج شتاءا والعطش و ندرة المياه صيفا,لأننا نعرف الجواب مسبقا,نعرف أن الشعب المغربي ليس في صلب أولوياتهم و لا حتى ثانوياتهم,لذلك لا ننتظر منهم أن يخرجوا في مسيرات بالآلاف دعما لهذا الشعب. لم و لن نتساءل لماذا لا يتضامنون مع شعب ميانمار الذي يعاني أشد المعاناة و يقاسي أشد صنوف التعذيب,من تهجير و إبادة جماعية و منع من الإنجاب و القتل حرقا كما تشوى الخرفان,لأننا ببساطة نعرف أن التعريبيين لا يتضامنون مع الشعوب التي يخرجون هاتفين باسمها,لا يتضامنون معها من جانب إنساني و إنما لأهداف مادية محضة كما سنكتشف,وإلا فلماذا لا يتضامنون مع ميانمار و ينشؤون جمعيات لدعم كفاحه من أجل حقه في الوجود؟ لم و لن نتساءل لماذا لا يتضامن التعريبيون و لماذا لا يخرجون في مسيرات تأييدا للشعب الأزوادي الأعزل الذي يعاني من إرهاب الإسلامويين المجرمين,لأن هذا الشعب باختصار هو من حفدة المجاهد المرابطي يوسف بن تاشفين,فلشدة عدائهم لكل ما هو أمازيغي من المستحيل أن يتضامنوا مع أزواد. ولكننا نتساءل و باستغراب,لماذا لا يتضامن التعريبيون المغاربة مع الشعب السوري الذي يئن تحت نار المجرم بشار الأسد و زبانيته؟ نطرح هذا السؤال لأن التعريبيين لطالما نصبوا أنفسهم مدافعين و غيورين عما يسمونه الأمة العربية و الوطن العربي وهمومه,فأين عروبتهم و أين غيرتهم و الشعب السوري الذي يعتبرونه عربيا يقتل على مرأى و مسمع منهم؟ الجواب ببساطة أنهم لا يريدون فقدان ممولهم و معيلهم و أستاذهم البعثي بشار الأسد الذي لطالما وفر لهم كل المستلزمات و الأموال و فتح لهم أبواب دمشق لعقد اجتماعتهم العنصرية و إصدار إعلانتهم الشوفينية وتأسيس جمعياتهم التدميرية,لذلك فليس غريبا "أن يضرب التعريبيون باختلاف توجهاتهم بالمغرب الطم" إزاء ما يتعرض له الشعب السوري الشقيق من جرائم يذوب لها القلب,إذا كان في القلب إنسانية و ضمير و ليس شوفينية و تعريب.وذلك نصرة لأستاذهم المجرم. ليست هذه هي المرة الأولى التي يسكت فيها هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم غيورين و ملتزمين بقضايا أمتهم العربية عن الظلم,فعندما كان الشعب الليبي يتعرض لنفس المصير من قبل المجرم القذافي لم نسمع أحدا منهم ينبس ببنت شفة,لأن نفس الإديولوجية تجمعهم سواء مع بشار أو مع القذافي و نفس الحلم روادهم,وهو إنشاء قارة سادسة اسمها العالم العربي من الماء إلى الماء. كم كنا سذجا في الحركة الأمازيغية عندما كنا نعتقد أن التعريبيين بالمغرب عندما يخرجون بالآلاف زاعمين التضامن مع الشعب الفلسيطيني إنما يفعلون من منطلق عروبي قومي,لقد آن الأوان أن نعترف بسذجتنا,و نقول إن التعريبيين لا تهمهم العروبة و لا القومية و لا هم يحزنون,لذلك وجب التمييز بين العربي و التعريبي,إن ما يهم التعريبي عندما يسرع لإنشاء جمعيات و تنظيم مسيرات بالآلاف بدعوى التضامن مع الشعب الفلسطيني هو الجري وراء ما توفره هذه القضية من دريهمات,إنه الاسترزاق بمأساة الشعب الفلسطيني,وعليه فهم لا يتضامنون مع الشعب السوري تفاديا لإغضاب الأستاذ من جهة,ومن جهة أخرى لأن التضامن مع هذا الشعب أو مع الشعب الميانماري أو الأزوادي و حتى المغربي لن يوفر لهم تلك الملايير من الدراهم التي يحصلون عليها بالتسول بفلسطين. صدق صائب عريقات عندما قال في تصريح للجزيرة عقب الهجوم الإسرائيلي الأخير على غزة "إن الفلسطينيين لا ينتظرون مساعدة أحد,والأفيد لهم أن يساعدوا