اختتمت مساء أمس الخميس 08 نونبر 2012 بقصر المؤتمرات بورزازات أنشطة المحطة الأولى لقافلة المنجميين. وتأتي هذه القافلة في سياق التعريف بالمعاناة التي واجهها وما يزال العمال المغاربة الذين قام باستقطابهم ممثل فرنسا فليكس موغا سنوات الستسنيات والسبعينيات، من أجل العمل في المناجم الفرنسية، وفي حوار خصنا به رئيس الجمعية، أكد أن الأهداف المسطرة لهذه القافلة تكمن في السعي إلى حل مشاكل عدد من العمال المغاربة الذين عادوا إلى مسقط رأسهم المغرب دون الاستفادة من معاشاتهم وكذا ذوي الحقوق من أرامل وأيتام المتوفين منهم، وعدم تمكن المرضى منهم بالأمراض المزمنة والمصابين في حوادث الشغل من تعويضاتهم ومستحقاتهم ، ومحاولة من الجمعية بالتعريف بملف العمال ضحايا الاستغلال بمناجم فرنسا، أو ما اصطلح عليهم بالكائنات التي تتنفس تحت رحمة الصخور. وبالموازاة مع هذه الأنشطة، فقد أقيم رواق ضم مجموعة من الصور التي أرخت للمعاناة اليومية لعمال المناجم وبعض الأدوات المستعمل أنذاك وبعض المجسمات. لتختم اليوم بمحاضرة قدمها الأستاذ عبد الله زنيبر تمحورت حولت المقاربة التشاركية في تسيير وتدبير الشأن المحلي واستدل في ذلك ببعض التجارب الدولية الناجحة في إشراك فعاليات المجتمع المدني في اتخاذ القرار، كتجربة البرازيل وسويسرا. ومن الأهداف ذات الأهمية الكبرى لهذه القافلة يقول عبد الله صمت رئيس الجمعية، هي محاولة لتوحيد الرؤى من أجل إعداد كتاب أبيض يتضمن أهم المشاكل التي يواجهها العمال، ورفع نداء للدولتين المغربية والفرنسية بأن العمال الذين قدموا حياتهم خدمة لمصالح الدولتين ما زالوا أحياء ينتظرون التفاتة إليهم، وإعادة الاعتبار إليهم بعدما أفنوا أعمارهم تحت الأرض، ملحا على ضرورة تمتيع العمال بحقوقهم المشروعة. وعن سؤالنا عن الزيارة الميدانية لبعض المناجم بالإقليم، أجاب بأن أعضاء الجمعية لبوا دعوة عمال منجم بوزار وانتقلوا للقائهم بتازناخت، كما زاروا منجم إيمني بجماعة أمرزكان. يذكر أن اتخاذ ورزازات محطة أولى لانطلاقة قافلة المنجميين يأتي لاعتبارات متعددة على رأسها كثرة العمال الذين استقطبهم فليكس موغا بالإقليم، ولانتشار واسع للمناجم به، ثم ارتباط قطعة مسرحية قدمت للجمهور الحاضر بالمدينة نفسها. فبعد محطة ورزازات التي عرفت حضورا كبيرا لمختلف الفعاليات الجمعوية والنقابية والحقوقية وكذا تلاميذ المؤسسات التعليمية، ستشد القافلة رحالها إلى عدد من المدن المغربية الأخرى وهي: تيزنيت ثم تارودانت، وتليها كلميم، لتختم الرحلة بأكادير حيث سيخص أعضاء الجمعية جمهور المدينة بأنشطة متنوعة على رأسها عرض مسرحي يتناول معاناة عمال المناجم.