في مثل هذه الفترات من كل سنة ،عند نهاية العطلة الصيفية يجد كثير من المواطنين أنفسهم عاجزين تماما عن مغادرة مدينة قلعة امكونة في اتجاه مجموعة من المدن الداخلية : مراكش واكادير والرباط والراشيدية وفاس نظرا لعدم توفر المدينة على محطة للحافلات واعتبارها فقط منطقة العبور لمجموعة من الحافلات القادمة من والى الراشيدية واكادير ومراكش ، لتمارس عليه شتى انواع الضغوطات النفسية والمادية والمعنوية، بابتداع ازمة النقل وسرعان ما يقعون فريسة المضاربين، الذين لم يترددوا في استغلال الحاجة الماسة لهؤلاء المواطنين لمغادرة المدينة بعد نهاية عطلتهم السنوية، لتنطلق سلسلة من المساومات التي لا تنتهي؛ بحيث تقوم على لعبة الظهور والاختفاء و الطمع والجشع. زد على ذلك مجموعة من العوامل الأخرى ذات الطابع المحلي ، الشيء الذي يحول عملية الحصول و البحث عن التذكرة إلى لحظات من الجحيم، لا يعرف معناها إلا اولئك الذين ينتظرون ذلك ومعهم اطفالهم ، اثار انتباهي مساء يوم الاربعاء 29 غشت 2012 تجمهر غفير والذي تعالت من خلاله اصوات مثيرة ،انه موعد وصول الحافلة القادمة من اتجاه الراشدية تجاه الرباط ، فحاولت الاقتراب من من لم يساعدهم الحظ من الوصول الى باب الحافلة لاسمع من احدهم : نحن هنا تحت الحصار منذ الصباح . انه وضع شاد يتكرر كل موسم نهاية عطلة مدرسية اودينية ، يؤدي البسطاء من المواطنين ضريبة صلة الرحم بذويهم ، مما يطرح مجموعة من الاسئلة حول : متى ستحدث محطة طرقية بقلعة امكونة ؟ ومتى سيراعي الساهرين على الشأن المحلي حال من تنسف جيوبهم بالمساومة والاحتكار ؟ والى متى سينتهي تغييب الحل النهائي لازمة النقل المستديمة بقلعة امكونة ؟ في انتظار بناء المحطة الجديدة التي رصد لها المجلس الاقليمي التكلفة الاجمالية لبنائها. ترى ما هي الجهة التي ستتدخل او تفاوض من اجل انصاف المتضررين وجعل النهاية لرحلة البحث عن تذكرة السفر ونحن في البداية ؟ هي بداية حصاد نتائج رهان فاشل .