لا يمكن لأي زائر لواد امكون أن يخفي إعجابه للمناظر الطبيعية التي تزخر بها هذه المنطقة ، وهذا ما يجعلها قبلة للسياح سواء من داخل الوطن أو من خارجه ، للاستمتاع بنهرها دائم الجريان و حقولها الحاضنة للأشجار المختلفة الأصناف و جبالها ذات الأشكال و الألوان المتناسقة . إلا أن المثير للاستغراب هي سيارات النقل المزدوج الرابطة بين إغيل نومكون و مركز قلعة امكونة و التي لا يتوانى أربابها في تكديس الركاب بداخلها وكذلك فوقها كالبضاعة . و لقد فاجأني هذا السلوك عندما صادفنا سيارة للنقل المزدوج ،عند خروجنا من بوتغرار متجهة إلى مركز قلعة امكونة ، و هي غاصة بالركاب و فوقها ما يزيد عن 10 أفراد مجازفين بأرواحهم وهم يمتطون سيارات متهالكة الهيكل وتسمى تجاوزا (الحديد) في طريق مليء بالمنعرجات و المنحدرات الخطيرة . هذا و اعتقدنا في البداية أن الأمر لا يعدو أن يكون إلا حالة شاذة و منعزلة غير أن مرورنا بحالتين مشابهتين في وقت زمني وجيز يؤكد أن الأمر عادة مألوفة و في علم قوات الدرك الملكي و السلطات المحلية . هذه الأخيرة التي ربما يكون مبررها هو ( خليو الناس ا ترزقو ) ولو على حساب الدماء الآدمية . وسبق لهذا المحور أن كان مسرحا لحوادث مميتة ، كان آخرها الحادث المؤلم الذي حصد أرواح ثلاث تلاميذ من إعدادية ألمدون كانوا في رحلة مدرسية إلى زاكورة بداية الصيف الجاري . وتجدر الإشارة إلى أن تكديس الركاب ليس خاصا بهذه المنطقة ، بل هو ظاهرة لدى سيارات النقل العمومي بين قلعة امكونة و بومالن دادس على الطريق الوطنية رقم 10 و التي أصبحت هياكلها مشوهة بسبب اعتيادها نقل ما يزيد على 9 أشخاص باستمرار . مما يطرح معه التساؤل حول المستفيد و المحتضن الرسمي لهذه الظاهرة .