منذ مواسم ، دقت فرق عصبة الصحراء بقسمي الاول والثاني هواة ناقوس انذار ، وتوقفت عن اللعب في غير ما مناسبة، بسبب المعاناة الكبيرة من ضعف الدعم المالي الذي تتوصل به، مقارنة مع فرق في نفس درجة التباري، تجد أمامها امكانيات تخول لها وحدها اللعب من اجل الرقي نحو أقسام عليا، بل، بقيت فرق الصحراء عاجزة عن تحقيق الصعود للقسم الثاني، منذ الحكاية الجميلة لدفاع بوجدور التي انتهت للأسف بمعاناة رئيسها لأسباب مهنية لا داعي لسردها، وكل ذلك كان منذ حوالي 19 سنة ، هو نفس عمر تجربة إلحاق فريق القوات المساعدة لبنسليمان بالعيون، تحت اسم جديد: شباب المسيرة. وعلى امتداد عشرين سنة خلت ، لم تحقق كرة القدم بالأقاليم الجنوبية انجازات توازي الطاقات البشرية الخام القابلة للاستثمار، فتراجعت شباب الساقية الحمراء نحو الاقسام الدنيا ، وغير الفريق الاصفر شباب حي القسم جلده ليتحول الى مولودية العيون، ولم تعد نسمع عن فرق كان لها حضور مهم ، كالبريد، اولمبيك فوسبوكراع، نهضة طرفاية، اولمبيك العيون، وداد السمارة، منار بوجدور، سوى المعاناة الرهيبة . وبدل سن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم استراتيجية واضحة للرقي بكرة القدم في الاقاليم الجنوبية، يبدو أن اهتمام هذه الاخيرة بقمة الهرب دون قاعدته العريضة كان من السياسات الخاطئة، والتي سنلاحظ كيف ستتسبب بدرجة ما من الدرجات في تقهقر المستوى العام للاندية والمنتخبات الوطنية، إذ كيف يمكن وبكل موضوعية ان تقرر الجامعة ضح 50 ألف درهم كدعم لكل فريق من فرق الثاني للنخبة حين التنقل الى العيون لمواجهة شباب المسيرة ، وفرق الجنوب تقطع نفس المسافة مضاعفة ( باحتساب التنقل صوب الداخلة ) ، وطبعا ، لاتعليق لنا أمام تنقل فرق الصحراء صوب اكادير، وارزازات، المحمدية، البيضاء..وغيرها من المسافات الطويلة، التي لم تعرها الجامعة ادنى اعتبار، بقدرما ستنتبه فقط لحالة الفرق المنتمية للثاني للنخبة، وهذا هو منطق الدونية والتراتبية الذي ينظر من خلاله المكتب الجامعي للشأن الكروي . معضلة توقف فرق عصبة الصحراء عن التنافس بالقسم الأول هواة شطر الجنوب، لا يمكن الادعاء أنها قابلة للحل بشكل بسيط، فلو تدخلت الجامعة منذ تنفيذ فرق أسا، العيونوالداخلة لقرار تجميد التنقل في مباريات خارج الميدان لأول مرة، لكان ممكنا التعامل مع مباريات محدودة مؤجلة، وهو الامر الصعب جدا بعد ان بلغ العدد 16 مباراة تقريبا، وباعتبار تواجد شريحة من تلاميذ المرحلة الثانوية او من الموظفين ضمن الترسانة البشرية للفرق الصحراوية، سنتأكد من صعوبة تصور امكانية خوض الفرق المعنية لمباريات بمعدل مبارتين اسبوعيا، فالالتزامات المدرسية والمهنية ستطرح نفسها كعائق ولو حسنت نيات المسيرين . ما هو مؤكد ، ودعونا نحتكم الى لغة الواقع دون خشبيات او مثاليات سفسطائية، أن الفرق المنتمية لشطر الجنوب ستتضاعف خسائرها المادية بفعل تراكم أسابيع توقف التنافس، وربما انتهت عقود بعض لاعبيها قبل نهاية البطولة ( إن استؤنفت أصلا)، وبطبيعة الحال، هانحن نؤدي ثمن حل المجموعة الوطنية للهواة غاليا، فالذين سابقوا الزمن لحجز مقاعد على الطائرة لفريق قصد كسر قرار فرق الهواة سابقا التوقف عن التنافس ضدا على ذلك الإجراء التعسفي اللاقانوني ، أين هم اليوم ليفكوا المشكل؟؟ . لو كانت الجامعة تنظر بعين واقعها لا بعين نسخ تجارب الدول المجاورة ، لانتبهت الى كون ازيد من سبعين في المائة من المناطق المغربية غير ممثلة إلا بفرق الهواة ، والحلم بتقليص أشطر هؤلاء معناه الوأد المنهجي لممارسة كرة القدم في ربوع البلاد، بحثا عن وهم بطولة احترافية تحتاج في الواقع ليس إلى مجرد ضخ اموال في حسابات اندية القسم الموسوم بالاحترافي وعقد صفقة لتزويدها بحافلات، مادام بلوغ مرتبة الممارسة الاحترافية نسقا عاما تتحكم فيه عقليات لابد من تجديدها، ولكي تجدد فلابد من الرقي بمستويات لها انعكاسات مباشرة على القطاع الرياضي، وفي حدود معرفتنا المتواضعة، لايناقش موضوع الاحتراف في المغرب حاليا سوى بعض اعضاء الجامعة ، واعلاميين رياضيين ، اضافة الى أطر ومكونين ، دون اشراك فعاليات اقتصادية، تربوية، سياسية، وخاصة المتخصصين في علم الاجتماع ومجالات اخرى ، لتهييء ارضية سليمة لمشروع يحتاج الى سنوات في تنفيذه، فالقائل بكون الاحتراف يتحقق بين عشية وضحاها مجرد واهم . موضوع مثير لانتجرأ على تقديم أية مقترحات او تصورات حوله، مكتفين بالتعامل وفق صيغة الخبر والتعليق ، وقد قيل مؤخرا أن اندية الاول هواة ترتقب اجتماعا مع رئيس الجامعة قبل الجمع العام لهذه الاخيرة ، فلننتظر الاحداث دون استباق ، فمن يدري؟ . بقلم : محمد بلوش