اظن ان الذين شيعوا رفات المسير الراحل الحسين راديف ، لم يشيعوا في الواقع جثمان رجل استثنائي فحسب، بل، واروا الى رحمة الله عصبة بأكملها ، وتاريخ مناضل في مجالات شتى ، يصعب ان يتكرر.. مناسبة هذا الكلام ، واقع يفرضه ، فمرحلة مابعد الحاج الحسين راديف لن تكون سهلة ، بحكم التراجعات المخيفة التي بدأت تلوح في الأفق ،والصراعات الدفينة بين دواليب العصبة ، سواء شاء اقطابها التواضع لله والتصريح بها، او شاؤوا الكذب على الذات وادعاء العكس، فحرب المواقع اشتعلت ، والنزوح نحو المصالح الذاتية للأسف ستقضي في مواسم قليلة قادمة على أي مبرر وجودي ، يجعل من عصبة سوس مؤسسة لها وظيفة .. منذ عقود ، كانت الفرق السوسية ، بطلة القسم الشرفي تحديدا ، تضطر الى مبارتي سد للصعود الى القسم الثاني ، بحيث عليها مواجهة بطل الصحراء ثم الجنوب ، وذلك ملف ناضل من اجله الفقيد ، وساهم بشكل كبير في تخفيف معاناة فرق سوس منه ، وفتح واجهة التحاور مع المجالس المنتخبة لدعم كرة القدم السوسية، كان في عهد رئاسته للعصبة، والاستقلال بمقر خاص رغم تواضعه في البدايات ، من مكرمات عهد تسيير الراديف راحمه الله ، واللائحة طويلة ، بما في ذلك تحويل نجاح سوس الى فريق منظم ، بكل ما للكلمة من معنى .. اليوم ، تتعرض فرق سوسية للتذبيح ، ولا من ذكر لعصبة سوس ، عكس عصبة الصحراء التي تتكتل فرقها كالجسد الواحد، متى تعرض فريق واحد لإهانة أو ظلم ، بشكل جعلنا نقول لميليشيا الجامعة من المفسدين: نتحداكم ان تمارسوا شغبكم الصبياني في حق فريق واحد من اقاليمنا الجنوبية ، هذا إن كنتم بصفة رجال .. واذا كانت سرقة الصعود من اتحاد ايت ملول ربما تدرس من جوانب ، اهمها امكانية ارتكاب حكم لخطإ ، فإن في سوس كائنات طربت لذلك الحدث ، بل ، عملت كل ما في وسعها من اجل ألا تصل سفينة ايت ملول الى بر الأمان ، وهذه امور للأسف تجعلنا نتضاحك كلما سمعنا حديثا عن التآزر بين السوسيين او ماشابه ذلك من خزعبلات، فالعدو الاول لأي فريق سوسي يرابض في الداخل ، وينتمي لسوس ، قبل أي مجال آخر .. لكن ، ان نعيش فصول لعبة دنيئة يحاول البعض ممارستها في حق رجاء اكادير، فذلك مرفوض، باسم العزة والكرامة، كرامة شيء اسمه تأهيل الرياضة الوطنية اولا وقبل كل شيء، مادامنا في حاجة الى ممارسة كل الطرق المشروعة ، وهنا نستغرب من عدم خروج العصبة عن تجاهلها لهذا الملف ، رغم أنه ملف قانوني في صالح رجاء اكادير مليون في المائة . عصبة سوس للأسف لم يعد لها أي مبرر وجودي فعلي ، واليوم فقط نفهم وجاهة موقف فريق نهضة طانطان في يوم من الايام ، الرامي الى الالتحاق بعصبة الصحراء ، وهو الموقف الذي قد يتكرر مستقبلا مع فرق سوسية قد تلتحق بعصبة الجنوب ، ونغلق بذلك " دكان " محل توفي مسيره الفعلي ، ولم يترك ورثة جديرين بالقيام ولو بربع العمل او المجهود الذي كان يقوم به.. صحيح اننا نكتب بمرارة ، لكن واقعنا لايسر، وفرقنا يطالها تذبيح من ايادي الخونة في الداخل ، وجيوب الافساد في الخارج، فإن كانت لدينا عصبة اليوم ، فإنما هي تلك التي يصح فيها قوله تعالى على لسان اخوة يوسف : " قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون" ... بقلم : محمد بلوش