غادرنا إلى دار البقاء السيد الحسين راديف، رئيس عصبة سوس لكرة القدم، وذلك بعد معاناة طويلة مع مرض عضال. والمرحوم راديف ليس في حاجة إلى تقديم، لأن إنجازاته كفيلة بالحديث عنه. فالرجل منذ التحاقه برئاسة عصبة سوس، انتقل بها من مكتب صغير بمقر مندوبية الشبيبة والرياضة بأكادير إلى مقر مستقل بمحاذاة ملعب الإنبعاث. وبعد سنوات، وتحديدا سنة 2010، استطاع المرحوم راديف، وقد قطع شوطا غير يسير في مواجهة عنيدة مع المرض، أن ينتقل بمصالح العصبة إلى مقرها الجديد الذي يعتبر أكثر رحابة وأكثر وظيفية يتوفر على كل المرافق الضرورية، مما يجعل منه مقرا نموذجيا لا نعتقد أن عصبة أخرى على المستوى الوطني تمتلك نظيرا له. كما أن المرحوم كان وراء حصول عصب أخرى غير عصبة كرة القدم على مقرات خاصة بها، وهي عصب كرة اليد وكرة السلة والكرة الطائرة وألعاب القوى والكرة الحديدية. هذا بالإضافة إلى تحقيق الحلم الذي كان يراود الرجل منذ سنوات والمتمثل في إنجاز مشروع المركز الجهوي للطب الرياضي، والذي تحول إلى واقع ملموس بتعاون مع الجمعية الجهوية للطب الرياضي بأكادير، وبدعم قوي من المجلس البلدي للمدينة. ولم يكن المرحوم راديف مسيرا كبيرا محليا وجهويا، بل تميز كذلك بعطائه عندما كان عضوا بالمكتب الفيدرالي للجامعة الملكية لكرة القدم، حيث كان يدافع بحرارة عن قضايا كرتنا الوطنية، كما كان يدافع باستماتة عن مصالح الفرق والأندية المنضوية تحت لواء عصبة سوس، وكذا عن الحكام التابعين لهذه العصبة. رحم الله الحسين راديف وأسكنه فسيح جنانه. وتعازينا الحارة لزوجته السيدة الفاضلة إيجو أرجدال ولأبنائه إيمان، وطارق، وحنان، وغزلان، داعين لهم بالصبر والسلوان، وللفقيد بالرحمة والغفران. تعازينا كذلك لأحبائه وأصدقائه داخل أسرة الرياضة، وإنا لله وإنا اليه راجعون.