رزأت الأسرة الرياضية بمدينة اكادير ومنطقة سوس مع بداية شهر غشت الجاري في وفاة معلمة رياضية شهدت خلال مواسم ماضية بزوغ أسماء لاعبين ومدربين متميزيين على المستوى الجهوي والوطني ، يتعلق الأمر بالملعب البلدي "عبد الله ديدي " الذي ستأتي الجرافات ومعاول الهدم التابعة لبلدية اكادير على آخرمتر معشوشب منه مع بداية الاسبوع المقبل ،بعد أن هدمت المدرجات وجميع المرافق الأخرى ، وذلك لفسح المجال أمام توسيع " سوق الاحد العظيم " الذي ربما ستدخل به بلدية اكادير كتاب "كينس " للأرقام القياسية كأكبر سوق بالعالم مادام المغاربة مولعون بصنع أكبر الأشياء ، من أكبر طبق للكسكس بأكادير الى أكبر طاجين بأسفي وأكبر ..... ، كما سيمكن ذلك بلدية أكادير من الحصول على لقب أشهر بلدية في المغرب في مجال إعدام الملاعب الرياضية ، فبعد إعدام الملعب البلدي بيجوان الذي كان بمثابة الذاكرة الرياضية لأكادير قبل الزلزال ،ليتحول الى موقف بئيس للسيارات ، يتأتي الدور اليوم على معلمة رياضية كانت من ضمن مشاريع الهيئة العليا لإعادة بناء أكادير بعد الزلزال ، غير أن هذه الرمزية لم تشفع لملعب ديدي الذي وافقت البلدية الحالية على إلحاقه بالسوق بعد أن كانت المجالس السابقة قد تفننت في اقتطاع أجزاء منه لفائدة السوق وملحقاته . وبالرغم من هول الفاجعة والضرر الكبير الذي سيلحق الممارسة الرياضية على مستوى المدينة لم تبدي بلدية أكادير أي انشغال بهذا الوضع ونكثت العهد الذي قطعته على نفسها والتزمت به أمام الأندية بأن لايهدم ملعب ديدي إلا بعد بناء ملعب بلدي جديد بمنطقة بيكران ، غير أن معاول وجرافات الهدم أسرعت مع بداية شهر غشت الجاري في هدم الملعب خوفا من شيء ما لم تتضخ معالمه بعد ؟ ومن غرائب الصدف في أمور تسيير بلدية أكادير وموقفها من شؤون الرياضة ، أن ملعب ديدي يهدم اليوم من أجل توسيع "سوق الاحد" هذا في الوقت الذي كانت البلدية قد هدمت فيه " سوق الخيام " لتوزيعه كبقع أرضية ،فما دامت البلدية مغرمة بتوسيع الاسواق فلماذا لم تقم بإعادة تأهيل سوق الخيام ليصبح سوقا نموذجيا لعدة أحياء بالمدينة (الخيام، بوركان ، النجاح ) وبالتالي فك الاكتضاض على سوس الأحد ، أمور تستعصي على الفهم المنطقي للأشياء... وفي الوقت الذي كان فيه الرأي العام الرياضي بأكادير ينتظر رد فعل المفترض فيهم تمثيل الأندية والحرص على مصالحها يتفاجأ الجميع بالصمت المريب - وكالعادة كلما تعلق الأمر بأمور تخص بلدية أكادير - للمكتب المديري لعصبة سوس لكرة القدم الذي لم يقدم ولو من باب الشكليات بإصدار بلاغ حول الموضوع مع العلم أن المتضرر الأول والأخير من هدم ملعب ديدي هو نشاط كرة القدم الذي تحرص العصبة على تنميته وتوسيع فئة ممارسيه ؟ فلماذا هذا الصمت والتكتم على "جريمة " هدم ملعب رياضي لكرة القدم لفائدة سوق تجاري ، وكيف ستدبر العصبة أمر المنافسات الرياضية التي كانت تبرمج نهاية كل اسبوع بهذا الملعب بمعدل ثلاث الى أربع مقابلات في اليوم ، وكيف ستدبر الفرق الرياضية لرجاء أكادير بكل فئاته، ، ودفاع امسرنات بكل فئاته ، وكرة القدم النسوية ، وقدماء اللاعبين أمر إيجاد ملعب لإجراء التداريب اليومية والمنافسات مستقبلا؟ إنه لأمر غريب فعلا أن يلتزم المكتب المديري لعصبة سوس الصمت في أمر هدم ملعب ديدي وهو نفس ما قام به منذ مواسم أثناء تحويل ملعب بيجوان الى موقف للسيارات ؟ فهل هذا الصمت دليل على الرضا والموافقة مادامت العصبة تتلقى منحة مالية سنوية من بلدية اكادير ، ومقرا ملائما لإدارتها ؟ أم أن هذا الصمت ورائه حكمة لا يدركها إلا الراسخون في "علم الأحزاب ومشتقاتها" ؟ وعلى كل حال ودام الملعب شرع في هدمه مع مطلع شهر رمضان الكريم ، وهو شهر التقوى والعبادة وجليل الأعمال ، فما رأي الفقهاء والعلماء الأجلاء فيمن يستهترون بالأمور التي أسندت لهم لتسيير كرة القدم بسوس والحرص على مصالح الأتقياء من عباد الله الصالحين الممارسن لنشاط رياضي يقوي الأبدان وينمي العقول ،وهل يعتبر صومهم للشهر الكريم مقبولا وجائزا شرعا وهم الذين صامو أيضا عن قول الحق والجهر به دون الخوف من لومة لائم؟ نطرح السؤال وننتظر الجواب من الفقهاء والعالمين بأمور الدنيا والدين ،ونستغرف الله لنا ولكم معشر القراء ... مع تجديد الرحمة على الفقيد العزيز " ملعب عبد الله ديدي " .