سيكون ملعب أنزا بأكادير أول ملعب بسوس تتم تكسيته بالعشب الاصطناعي، بعدما فوتت صفقة المشروع في فاتح أبريل إلى شركة تستقر بمدينة مراكش، وهو الملعب الوحيد من بين ملاعب مدينة أكادير الذي ظل بدون عشب بعدما لم تتمكن المقاولة التي تكلفت بتعشيبه من إتمام أشغالها لأسباب تبقى مجهولة، رغم أن مصادر عليمة أسرت ل«المساء» بأن الصفقة التي فوتت قبل ست سنوات في عهد المجموعة الحضرية لأكادير لم تحترم الضوابط القانونية وهو ما دفع بلدية أكادير، حسب المصدر نفسه لسحب قيمة الضمان المحددة في نسبة عشرة في المائة من قيمة الصفقة. بما أنها كلفت ميزانية المدينة الكثير حيث شرعت الشركة المعنية في عملية التعشيب وجهزت الملعب بقنوات صرف المياه لكن عوض أن ينمو به العشب نمت مختلف أنواع النباتات بما فيها الأشجار. ليحرم فريق مقاطعة أنزا، النجم الرياضي، من خوض مبارياته به حيث أضطر للإستقبال بملعب عبد الله ديدي الذي طالته جرافات بلدية أكادير بدوره . معاناة فريق نجم أنزا كانت ستنتهي سنة 2008 عندما فوتت صفقة تعشيب الملعب بالعشب الطبيعي للمرة الثانية قبل أن يقرر المجلس الجماعي لأكادير إلغاء الصفقة وتعويض العشب الطبيعي بعشب إصطناعي والإعلان عن طلب عروض ثالث فتحت أظرفته في السادس والعشرين من فبراير من السنة الحالية تقدمت له شركة فيزيون سبور لوحدها ليتم رفض طلبها لعدم تخصصها في تعشيب الملاعب. وإذا كان مشكل ملعب كرة القدم في طريقه للحل فإن ملفا آخر أكبر يهم القاعة المغطاة بأنزا والتي شرع في بنائها بشكل متزامن مع الملعب المذكور لن يعرف نهايته على الأقل في الأشهر المقبلة بما أن الأشغال لا تزال متوقفة بها منذ سنوات أيضا بسبب مشاكل تقنية همت هندسة القاعة. ملعب الانبعاث بدوره يعرف ترديا كبيرا بمختلف مرافقه، بفعل غياب الصيانة وافتقاد الملعب لشروط الأمن على الرغم من وجوده بمحاذاة المنطقة السياحية. فباستثناء الشروع في تجديد إنارة الملعب الرئيسي، التي ستسمح للحسنية بإستقبال مبارياته ليلا، تبقى باقي تجهيزات «مركب الإنبعاث» من دون صيانة خصوصا الأبواب والمرافق المتواجدة على واجهة شارع محمد الخامس والمطلة مباشرة على الفنادق المصنفة، عدوى غياب الأمن إنتقلت للملعب الرئيسي ومرافقه بعدما سادت نفس الحالة لسنوات، بفعل الإهمال ولا مبالاة الفرق والمجالس الجماعية المتعاقبة، بالملاعب الملحقة الانبعاث الجنوبي. حالة كارثية تشجع المتشردين و المخمورين بفعل انتشار الأزبال والقذارة على تحويل هذا المجمع الرياضي إلى فضاء للإجرام والانحراف ووكر لكل الممنوعات، وهو ما أثار أيضا مخاوف أعضاء من المكتب المديري لعصبة سوس التي يوجد مقرها داخل ملعب الانبعاث والذي يحتوي على وثائق 45 ناديا من سوس. مما يفرض على مسؤولي البلدية ورؤساء الفرق المستفيدة من الملاعب التدخل لإنقاذ الوضع. ولم يشرع المجلس الجماعي بعد في إنجاز مشروع تهيئة ملاعب الانبعاث والمقرر أن يهم تجديد ملاعب الانبعاث الجنوبي التي ستجهز بالعشب الاصطناعي وبناء مسبح وممرات للعدو، وتجديد ملاعب كرة السلة وكرة اليد وإعادة تأهيل ملعب الانبعاث الرئيسي، الذي شيد في نهاية الستينيات، والذي يخلق حاليا معاناة حقيقية للمتفرجين والجمهور. مشروع التهيئة كان من المفروض أن يشمل أيضا تجديد المدرجات الإسمنتية وتهيئة المنصة المغطاة والمنصة الرسمية وإعداد منصة للصحافة . مشروع إعادة تهيئة ملعب الانبعاث الرئيسي قدرت تكلفته بحوالي ملياري سنتيم، على أن يتم بموازاة ذلك تهيئة فضاء الإنبعاث الجنوبي بتكلفة تقارب 900 مليون سنتيم بالإضافة إلى مليار سنتيم آخر سيخصص لتشييد مسبح أولمبي على مساحة تناهز الثلاثة آلاف متر مربع جوار القاعة المغطاة الانبعاث. وطالبت عدة فعاليات رياضية، سواء لكرة القدم أو رياضات جماعية أخرى، منتخبي المدينة بضرورة إخراج مشروع تجديد مركب الانبعاث لحيز الوجود لتخفيف الضغط على القاعة المغطاة الانبعاث التي تبقى من أجود القاعات على المستوى الوطني رغم مرور أزيد من عشر سنوات على إنشائها بفضل القائمين على تدبيرها وتخفيف الضغط أيضا على ملعب كرة القدم الرئيسي، وإستصلاح أرضية الملعب الملحق الخاص بالتداريب الذي بدأت أرضيته تفقد مساحات مهمة من العشب وتتحول لأرضية صلبة. وتعيش بقية الملاعب المعشوشبة بأكادير وضعا متدهورا، فقد تضررت أرضية ملعب سيدي بلخير المعشوشب كثيرا بفعل ضغط المباريات والتداريب، كما أن ملعب عبد الله ديدي ينتظر أن تتم إزالته بصفة نهائية وتحويل وعائه العقاري إلى ملحق لسوق الأحد، رغم أن المسؤولين لم يشرعوا بعد في بناء ملعب آخر بديل كما تم التصريح بذلك في وقت سابق، حين تم الحديث عن رصد 700 مليون سنتيم لهذه العملية. ليكون مصيره كمصير ملعب «الحسين بيجوان» المحاذي للكورنيش والذي تحول في البداية إلى مزبلة بسبب الإهمال، قبل أن يتم الإجهاز عليه بتبليط أرضيته قصد استغلالها في أنشطة تجارية.