حظ نصف مساحة المغرب الجغرافية مع المسؤولين الرياضيين في الجامعات او اطرها التقنية ، حظ سيء بكل مرارة ، وتجاوزات خطيرة تمس بمصداقية المنتخبات الوطنية ومدى استحقاقها لصفة الوطنية، مادامت جهوية اقليمية ، بحكم النظرة الدونية المبالغ فيها لكل ماله علاقة بسوس والصحراء .. مناسبة هذه المقدمة ، اللائحة التي تمت المناداة عليها من قبل خمس مدربين لاندية فرق نسوية، حولتهم الجامعة الى تركيبة خماسية لتأتطير المنتخب الوطني لكرة القدم النسائية ، حيث اقصيت لاعبات العيونواكادير وايت ملول من تشريف بلدهم رياضيا، رغم الكفاءة ، بحيث لايعقل ان يستأسد النادي البلدي للعيون عن شطر الجنوب ، وبحصص قوية، داخل وخارج الميدان ، إلا اذا كان يتوفر على عناصر جيدة تصنع الفارق ، ونفس الشيء يقال حول فرق رجاء اكادير، نجاح سوس، نهضة طانطان ، اتحاد ايت ملول ، اتحاد أسا الزاك..رغم تفاوت النتائج .. منطقيا، لايعقل ان تنعدم ضمن فرق تشكل شطرا بأكمله لاعبة واحدة على الاقل ، تستحق الذوذ عن قميص بلدها ، كما لايمكن ان يتشكل المنتخب من فرق محدودة العدد ، بالنظر الى طبيعة ممارسة كرة القدم النسائية الفتية في المغرب .. نخاف ان نتمادى في تحويل منتخباتنا الى علاقات وامور سياحية لاعلاقة لها بالرياضة، وبالمثل، نخاف من انهيار احلام فتيات سوس والصحراء بالاستمرارية، وهنا نخلق ، انتبهنا ام لا، نوعا من الحساسيات الزائدة .. من ناحية السيناريو ، نعترف انه كان محبوكا ، و" برافو" على المخططين، حين نادوا اولا على 54 لاعبة، تمثلن تسع عصب، بما فيها عصبتي سوس والصحراء ، وفي ظرف جد وجيز، لانعرف المقاييس ومنهجية التتبع التي تم الالتزام بها فيما يتعلق عمل المدربين الخمس ، علما ان ارجل هؤلاء لم تتطأ فيما نعلم ملاعب سوس والصحراء للوقوف عن كثب على مستوى الممارسات للعبة، مكتفين ربما بطلب ترشيح كل فريق لعنصرين ، وهذه قمة العبث ، بل ، تحتاج الى مراجعة فورية ، من خلال تشكيل منتخبات العصب الجهوية اولا ، وخلق تظاهرة تنافسية بينها على الاقل ، وهو ماكان بإمكانه ان يوفر للجميع طرق اشتغال موضوعية، يشارك فيه بحيوية مدربو الندية كلها ، مادامت من مهامهم اقتراح عناصر معينة للجهاز التقني .. نحن للاسف اخترنا منطق الاقليمية ، واقصينا نصف مساحة المغرب من الرقعة الرياضية المفضية للنخبة النسائية ، علما بأننا نعرف مسبقا عدم جاهزيتنا بعد للعب ادوار طلائعية في المنافسات ذات الطابع الدولي ، في انتظار قاعدة اكبر من الممارسات ، وللاسف حين تقصي من حسبانك نصف الرقعة الجغرافية التي تعول عليها في مطمح توسيع القاعدة ، فذلك معناه انك غارق في العبث ، تماما كحارث المياه .. سوس سبور: محمد بلوش