نشرت جريدة الاحداث المغربية في صفحاتها الرياضية ليوم الثلاثاء الماضي 25 يونيو الجاري مقالا للزميل عبد الكريم دهبي مراسل الجريدة بمنطقة سوس حول سير الأشغال ببناء المركب الرياضي الجديد بمدينة أكادير وبعض الصعوبات التي تعترض تقدم الأشغال به ونظرا لأهمية ماورد في المقال من معلومات يعيد الموقع نشره كاملا كما نشرته الجريدة : أصبحت أشغال بناء المركب الجديد لمدينة أكادير مهددة بالتوقف بعد فشل تفويت بعض الصفقات الكبرى الخاصة بالشطر الثاني من الهندسة المدنية «تكملة بناء الملعب الرئيسي وتشييد المرافق الملحقة» وهي الصفقات التي انطلقت مسطرة تفويتها منذ نهاية 2007. وأكدت مصادر متطابقة أنه ستتم إعادة مسطرة تفويتها بعدما شابها بعض الاختلال، خصوصا صفقة المرافق الملحقة وصفقة أشغال التكسية اللتين يتجاوز غلافهما المالي معا عشرة ملايير سنتيم. ويهدد تعثر مسطرة تفويت صفقات أشغال بناء مركب أكادير بصفة مباشرة وثيرة إنجاز المشروع وينذر باحتمال تأخر تاريخ الانتهاء من إنجازه وتاريخ بدء استغلاله. وأكدت المصادر ذاتها أن تفويت صفقة «المرافق الملحقة» تم بعد إقصاء إحدى الشركات بعدما احترمت شركتان فقط من أصل أربع شركات معايير الجودة المطلوبة في إنجاز الأشغال قبل إن يتم إقصاء إحدى الشركات العاملة بأكادير قبل عملية فتح الأظرفة التقنية الخاصة بإنجاز المرافق الملحقة بدعوى وجود نقص في المسطرة الإدارية الخاصة بدفع ملف الشركة للمناقصة، لتبقى الشركة التي تكلفت بإنجاز الشطر الأول من مشروع المركب وحيدة في المناقصة لتستفيد من تفويت الصفقة وتحدث نفس المصدر أن الشركة الأخرى ربما تكون قدمت عرضا أفضل كان سيوفر لميزانية الدولة مبلغا ماليا يتجاوز 500 مليون سنتيم. وسبق أن تم تأجيل ذات الصفقة نهاية السنة الماضية بعدما لم تدخل المناقصة إلا شركة وحيدة هي التي رست عليها المناقصة في المرة الثانية. التعثر الذي رافق تفويت صفقة المرافق الملحقة تكرر في عملية تفويت صفقة أشغال تكسية أرضيات المركب ومرافقه الملحقة حيث دخلت مرة أخرى شركة واحدة للمناقصة ليتم إلغاؤها مؤخرا. وفي انتظار إعلان طلب عروض جديد لصفقة التكسية واحتمال إعادة صفقة المرافق الملحقة سيتطلب مشروع إنجاز المركب الرياضي وقتا أطول سيضاف للشهور الماضية التي تعثرت فيها الأشغال وهو ما سيزيد في تأخير تاريخ إنتهاء الأشغال الذي أكدت وزيرة الشبيبة والرياضة نوال المتوكل في زيارتها الأخيرة لأكادير أنه محدد في سنة 2010 لكن كل المؤشرات تؤكد عكس ذلك. وكانت «الأحداث المغربية» أشارت في وقت سابق أن موعد انتهاء أشغال بناء المركبات الرياضية بمراكشوأكادير وطنجة ربما يتجاوز نهاية 2009 الذي حدد سلفا بارتباط مع احتمال تنظيم المونديال. بالنظر لوتيرة إنجاز الأشغال وحجم الاعتمادات المالية المرصودة سنويا للأوراش الثلاثة من قبل صندوق تنمية الرياضة الممول بشكل مشترك من الميزانية العامة ومساهمة الجماعات المحلية التي تمثل نسبتها 30 بالمائة، أي ما يفوق 80 مليار سنتيم وهي المساهمة التي لم يتم تقديمها بعد. فمركب أكادير منذ انطلاق الأشغال به قبل قرابة أربع سنوات (يناير 2004) خصص له قرابة 30 مليار سنتيم فقط من أصل 83 مليار سنتيم وهي التكلفة الإجمالية للمشروع. هذا قبل أن يتم رفع حجم الاعتماد السنوي لكل مركب، من سبعة ملايير سنتيم لعشرة ملايير سنتيم حاليا والذي يبقى رغم ذلك غير كاف حيث يلزم خمس سنوات لتقديم 50 مليار سنتيم المتبقية لكل مركب وهو ما يحيل بالضرورة لاحتمال تأخر جاهزية الملعب لما بعد سنة 2011 مع سنة إضافية سيخضع فيها المركب للتجريب قبل تسليمه بصفة نهائية. من جانب آخر تجاوزت نسبة الإنجاز الكلي للمشروع 65 في المائة بحيث أضحى الشكل النهائي للملعب واضحا الآن، رغم التأخر النسبي لانطلاق الأشغال به بالمقارنة مع مركبي مراكش وطنجة، فقد أرتكز في هندسته على الردوم المدعمة بالإسمنت كأساسات للمدرجات بفعل التخوف من نشاط المنطقة الزلزالي. بينما تقدمت نسبة إنجاز أشغال الهندسة المدنية لتتجاوز 80 بالمائة بعدما أنجز الشطر الأول منها تقريبا والذي تكفلت به شركة «سوماجيك» وهو الشطر الخاص بتشييد المدرجات وأبراج الإنارة والأنفاق بالملعب الرئيسي. عبد الكريم دهبي / الاحدات المغربية