بلغت النسبة العامة لتقدم أشغال بناء المركب الرياضي لمدينة أكادير حوالي ستة وستين في المائة، في حين تجاوزت نسبة إنجاز الأشغال الكبرى المرتبطة بالهندسة المدنية أربعة وتسعين في المائة بعدما انتهت أشغال تشييد كل مدرجات الملعب، ودخل المشروع في مرحلة ثانية تهم الأشغال التكميلية والمرافق التقنية. وإذا كانت نسبة الإنجاز بملعب أكادير تقارب نسبة إنجاز مركب طنجة فإن هذه النسبة بمركب مراكش تجاوزت خمسة وسبعين في المائة. تقدم أشغال البناء بأكادير رافقه ارتفاع في حجم الاعتمادات المالية المرصودة كل سنة، حيث وضع رهن إشارة إدارة المشروع هذه السنة فقط أزيد من ثلاثين مليار سنتيم خاصة بتمويل كل الصفقات التي انطلقت أو ستنطلق خلال نفس الفترة، وهو ما يجعل تكلفة مجموع الأشغال حسب مصادر متطابقة تصل إلى حوالي خمسين مليار سنتيم منذ انطلاقة المشروع في 4 يونيو 2004 .من جهة أخرى أكدت ذات المصادر أنه سيتم إعادة مسطرة تفويت صفقة تعشيب أرضية المركب بعدما أسندت في شهر أكتوبر الماضي إلى شركة «كريكوري» بمبلغ فاق المليار ونصف المليار سنتيم، حيث راسلت وزارة التجهيز إدارة المركب لإلغاء الصفقة دون أن يتم تقديم أسباب الإلغاء. رغم أن مصادر صرحت ل «المساء» أن الأمر راجع لدخول الشركة الإيطالية لوحدها المناقصة بسبب غياب شركات وطنية في هذا المجال وأضافت، من جهة أخرى، أن مجموعة من الشركات تعتزم دخول المناقصة الجديدة التي ستنطلق في الأسابيع القليلة القادمة بينها شركة ألمانية. ومعلوم أن شركة « كريكوري» هي المسؤولة عن تعشيب بقية الملاعب التي توجد قيد الإنشاء بمراكش وطنجة. تعثر مسطرة تفويت صفقات أشغال بناء مركب أكادير مرة أخرى يهدد بصفة مباشرة وتيرة إنجاز المشروع وينذر باحتمال تأخر تاريخ الانتهاء من إنجازه وتاريخ بدء استغلاله، وهو لتعثر الذي رافق في وقت سابق تفويت صفقة المرافق الملحقة وتكرر في عملية تفويت صفقة أشغال تكسية أرضيات المركب، ومرافقه الملحقة حيث دخلت مرة أخرى شركة واحدة المناقصة ليتم إلغاؤها. وفي انتظار الإعلان عن طلب عروض جديد لصفقة التكسية سيستنفد مشروع إنجاز المركب الرياضي وقتا أطول وهو ما سيزيد في تأخير تاريخ انتهاء الأشغال التي أكدت وزيرة الشبيبة والرياضة نوال المتوكل في زيارتها الأخيرة لأكادير أنه محدد في سنة 2010 رغم أن إدارة المركب بأكادير تبذل مجهودا كبيرا، أولا للوفاء بالالتزامات الزمنية السابقة، وثانيا لتجاوز المشاكل التقنية التي تعترض إنجازه. وأضحى الشكل النهائي للملعب واضحا الآن، رغم التأخر النسبي لانطلاق الأشغال به بالمقارنة مع مركبي مراكش وطنجة، فقد ارتكز في هندسته على الردوم المدعمة بالإسمنت كأساسات للمدرجات بفعل التخوف من نشاط المنطقة الزلزالي، وتجري حاليا أشغال التبليط والبنايات العليا التي وصلت نسبة إنجازها خمسين في المائة والغطاء الحديدي للمدرجات حوالي ثلاثين في المائة، بالإضافة إلى أشغال الكهربة والترصيص ... وإلى جانب أشغال إنجاز مضمار ألعاب القوى من ثمانية ممرات الذي تم تفويت صفقته بمبلغ مليار وستمائة مليون سنتيم. ولا يزال سؤال تدبير مشروع المركب الرياضي عند نهايته مطروحا، خصوصا مع اقتراب نهاية أشغال تشييده ، حيث لم تتضح بعد طريقة استثمار الملعب مستقبلا لتفادي سيناريو مركب فاس الذي تأخر موعد افتتاحه لعدة مرات. ويمتد الملعب الكبير لأكادير على مساحة تقارب 60 هكتار بمدخل المدينة الغربي ويضم 45 ألف مقعد( 10آلاف مغطاة) ومواقف للسيارات طاقتها الإستعابية الحالية 3250 سيارة ، ويضم أيضا ملعبا ملحقا للتداريب به ممرات لألعاب القوى ومدرجات تتسع لخمسة آلاف متفرج. للإشارة سيخصص محيط المركب بالكامل للمرافق والمنشآت الرياضية كملاعب التنس، وقاعات مغطاة، وملاعب لباقي الرياضات الجماعية الأخرى، وقرب المركب أيضا سيتم تشييد الأكاديمية الجهوية لكرة القدم وألعاب القوى، وأكاديمية خاصة بالتنس ومركز دولي للكارتينغ وناد للبولو. هذا رغم أن فعاليات طالبت بعدم ترحيل حرفي المدينة لمنطقة تواجد الملعب، كما طالبت بفك مشكل المطرح العمومي بشكل مستعجل.