كما كان محتملا، لم يصمد دفاع حسنية اكادير القوي كثيرا امام ترسانة لاعبي الجيش الملكي، وانهزم الفريق الاحمر لأول مرة بميدانه بواقع هدفين لصفر، المباراة في شوطها الاول عرفت نوعا من التكافؤ على مستوى تبادل الهجمات، حيث كان من الممكن ان يصل كل فريق الى شباك الثاني لولا تسرع المهاجمين . في الشوط الثاني، كانت المحاولات الجادة والخطيرة للفريق العسكري، والتي تألق في صدها الحارس يوسف العبادي بمثابة انذارات تسبق العاصفة، وبالفعل سيتمكن الزوار من زيارة شباك الفريق الاكاديري مرتين، وذلك خلال شوط عرف تراجع المحليين خاصة على مستوى اللياقة البدنية، كما ان تغيير عمر النجدي كان من الاخطاء القاتلة تاكتيكيا، بحكم تحرر المدافعين العسكريين الذين كلفا بمراقبة تحركاته ومحاولة شلها، ينضاف الى ذلك غياب مهاجمين قارين ضمن الحسنية، مما جعل كل الكرات التي وصلت الى مربع عمليات الجيش تفتقد اللمسة الاخيرة، خاصة وان بعض الكرات التي كان من الافضل تمريرها لمن هم في وضعية افضل للتهديف كان يتم التعامل معها بفرديات وانانية جد مفرطة. عموما، قدمت الحسنية وجها طيبا خلال الشوط الاول بالخصوص، عكس الشوط الثاني الذي كانت جل اطواره لفائدة الفريق الزائر، ومن اللاعبين المحليين الذين قدموا عطاء جيدا نذكر الحارس العبادي، محمد الاحسايني وخليلو تراوري الذي يعتبر هذا الموسم اكبر ربح للحسنية. ورغم الهزيمة، فإن الحسنية تستحق التنويه اجمالا لروح القتالية الذي ادت به المباراة، ومن وجهة نظر موضوعية، يمكن ان نشير الى تغاضي الحكم خلال الشوط الاول عن ضربة جزاء منطقية بفعل عرقلة مهاجم الفريق الذي كان بصدد التهييء لقذف الكرة في اتجاه مرمى الجيش ، حيث تدخل مدافع بطريقة قوية في اتجاه ساق المهاجم بدل الكرة ومن تم اسقاطه بعد فقدانه للتوازن، ولعل كل من سيتابع العملية بالعرض البطيء سيتأكد من الحالة، وهي الانتقاد الوحيد الممكن في المباراة في حق الحكم الرويسي الذي كان بشكل عام في مستوى اللقاء. بقلم: محمد بلوش