أهدر فريق الجيش الملكي فرصة العودة بنتيجة إيجابية من قلب ملعب 20 غشت بالجزائر وتلقى هزيمة غير مستحقة أمام فريق شباب بلوزداد بهدف يتيم سجله اللاعب صايبي في الدقيقة 36 من المباراة التي جرت أول أمس السبت برسم الدور التمهيدي الثاني من كاس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم. ولقي فريق الجيش استقبالا حارا من الأشقاء الجزائريين ما يدل على متانة العلاقة بين الشعبين رغم خلاف السياسيين. وقد حيا الجمهور الجزائري لاعبي فريق الجيش عند دخولهم أرضية الملعب فرد اللاعبون عليه بتقديم باقات من الورد تعبيرا منهم عن امتنانهم لهذا الاستقبال، هذا وقد أقام مسؤولو فريق بلوزداد حفلا تكريميا على شرف الفريق المغربي على هامش المباراة. وكان الفريق العسكري صاحب الأفضلية في هذه المباراة لكن رعونة لاعبيه وتسرعهم حال دون الوصول إلى شباك المرمى الجزائري. وفي الواقع اصبح بعض اللاعبين في خط هجوم الجيش دون مستوى قيمة هذا الأخير مثل اللاعب جواد وادوش الذي تراجع أداؤه كثيرا هذا الموسم ربما بسبب الإصابة التي كان تعرض لها أو لأسباب خارج المستطيل الأخضر. وكانت بداية المباراة عسكرية حيث ضغط اللاعبون بحثا عن مباغثة الفريق البلوزدادي بهدف مبكر لكن محاولاتهم باءت بالفشل أمام التكثل الدفاعي الجزائري وأيضا يقظة الحارس أوسرير. وكاد جواد وادوش يفتتح باب التسجيل في الدقيقة الثامنة لصالح الجيش عندما سدد كرة قوية كانت متجهة نحو الشباك لولا تدخل المدافع الجزائري أمين أكساس الذي أبعدها إلى الزاوية.. وبدوره أضاع محمد مديحي فرصة مواتية من تسديدة مرت محادية للمرمى. لكن تبقى أبرز فرصة هي التي أتيحت للاعب عصام الراقي في الدقيقة 29 من ضربة خطأ مباشرة سددها بإتقان لكن القائم الأيمن صدها نيابة عن الحارس أوسرير. ولأن لتضييع الفرص ثمن يؤدى فقد أدى الفريق العسكري هذا الثمن في الدقيقة 36 وضد مجرى اللعب عندما انطلق الظهير الأيسر لفريق شباب بلوزداد يونس ومرر كرة فوق طبق من ذهب للمهاجم يوسف صايبي الذي لم يجد أدنى عناء في إيداع الكرة في مرمى الحارس مصطفى الشادلي الذي يبدو أن الحظ يعانده في جميع المباريات التي شارك فيها مع فريق الجيش حيث لم يفز في اية مباراة لحد الآن سواء في البطولة الوطنية أو في مباراة بلوزداد عن كاس الاتحاد الإفريقي. وعرفت الكرة في العشر دقائق الأخيرة من الشوط الأول تبادل الهجمات على قلتها مع تمركز الكرة في وسط الميدان لوجود كثافة كبيرة للاعبين في هذا المركز لينتهي هذا الشوط بتفوق الفريق الجزائري بهدف يتيم. ولم يختلف الشوط الثاني من هذه المباراة عن الأول حيث واصل فريق الجيش ضغطه على معترك شباب بلوزداد لكن دون فاعلية حيث افتقدوا التركيز خصوصا من جهة اللاعب عزيم الذي رغم إمكانياته الفنية المحترمة إلا أنه كان خارج النص بمحاولاته الفردية وبعض مراوغاته الزائدة وكذا تمريراته الطائشة. وأتيحت للفريق العسكري في هذه الجولة فرصة لا تعوض لتعديل النتيجة عندما انبرى اللاعب محمد جواد برأسه لتمريرة عرضية من عزيم وصوبها نحو المرمى لكن العارضة مرة أخرى تحول دون تسجيل الهدف.. وأمام الاندفاع الكلي لفريق الجيش كاد فريق شباب بلوزداد يضيف هدفا ثانيا في الأنفاس الأخيرة من المباراة عندما انفرد اللاعب البديل سليماني بالحارس مصطفى الشادلي لكن المهاجم الجزائري أخطأ التصويب فذهبت كرته بعيدا عن الشباك، لتنتهي المباراة بهزيمة صغيرة لفريق الجيش يمكن تذويبها في مباراة الإياب بالرباط بعد أسبوعين، شريطة أن يحسن اللاعبون العسكريون التعامل مع هذه المباراة ويظهروا وجههم الحقيقي بعيدا عن الفرديات والبناءات العشوائية. وعقب المباراة أكد مدرب فريق الجيش عزيز العامري أن فريقه قدم مباراة في المستوى وسيطر عليها بكاملها وكان قريبا من التسجيل في أكثر من مناسبة لولا سوء الحظ وكذا غياب اللمسة الأخيرة لدى المهاجمين.. وأضاف العامري أن أرضية الملعب المكسوة بعشب اصطناعي شكلت عائقا كبيرا أمام اللاعبين، لكنه أبدى تفاؤله بمباراة العودة بالرباط التي قال إنها ستكون مختلفة عن مباراة الذهاب. أما مدرب فريق شباب بلوزداد فأبدى عدم رضاه عن المستوى الذي قدمه لاعبوه مضيفا أنه لم يفهم ماذا أصاب لاعبيه ومؤكدا أنهم لم يكونوا نفسيا في يومهم .. مبديا بدوره ثقته في لاعبيه في مباراة العودة بالرباط التي سيكون فيها الفريق العسكري مطالبا بتسجيل هدفين وهو ما سيعمل على استغلاله الفريق الجزائري لتسجيل نتيجة إيجابية تؤهله إلى دور الثمن من مسابقة الكاف.