ببالغ الاستغراب، تتبعنا اللقاء الاذاعي الذي حل فيه السيد عبد الله ابو القاسم ، رئيس حسنية اكادير، ضيفا على الزملاء في مصلحة الرياضة بإذاعة " راديو بلوس"... ومثار الاستغراب، هو ما له علاقة بوجهة نظر سابقة نشرناها على موقع سوس سبور تحت عنوان " رئيس حسنية اكادير يصف بعض الجمهور ب" الشمكارة" كان في الأصل تعقيبا مؤدبا على تصريحات المعني لجريدة " المنتخب" في حوار نشره جلول التويجر.. نقول له علاقة، لأن السيد الرئيس تنكر مطلقا للنعت المذكور، وادعى انه من وحي " خرجات اعلامية"، وهو الامر الذي ما كنا لنتوقعه كأسلوب، بحيث اذا كان المعني قد اكثر من فعل " اتحدى" حتى في هذه النقطة بالذات، فإنه للاسف لايمكن ان يتنكر لتصريحه الذي فعلا وظفت فيه كلمة " الشماكرية" و وردت في آخره جملة " القافلة تسير.." التي يعرف الكل ان ما حذف منها يعبر عن نفسه ، أي " والكلاب تنبح".. ربما تنصل السيد ابو القاسم من النعت وفي ذهنه الحكاية التقليدية التي غالبا ما يتبناها البعض لما يعودون الى رشدهم، فيزعمون ان هذا المحاور او ذاك حرف كلامهم، لكن، ليس في علمنا ابدا ان الرجل قد ارسل للجريدة المذكورة بيانا يستغرب فيه استعمال جلول التويجر للكلمتين النابيتين في حق جمهور حسنية اكادير، وذلك من حقه ان كان مطلعا على قانون الصحافة المعمول به، كما ان موقعنا لم يتوصل من لدنه بأي استنكار بصدد ما ورد في وجهة نظر المذكورة، والتي ادرجها ضمن " الخرجات الاعلامية" وكأننا هنا في حقل السياسة والمصطلحات الكبيرة التي يتم ابتداعها غالبا من قبل هذا الخصم او ذاك، وبالتالي فإننا مضطرون الى تكذيب ماورد في البرنامج المذكور لوجود البينة، وما على المعني الا اعادة قراءة الحوار الشجاع الذي ادلى به للجريدة المذكورة، ويتمعن جيدا هل وردت فيه الكلمات النابية التي اطلقها كنعوت ام لا، فنحن سنتحمل مسؤولياتنا بدورنا لنتحداه ان يجد لنا نسخة من الحوار تخلو من القذف المذكور، قبل التلميح بانتقاد مصداقيتنا في الرأي والخبر الموضوعيين، دون ان نكون مسؤولين عن منابر أخرى، لانريد أن نبدي في حقها أي كلام، لأن ذلك ليس من اختصاصنا.. نحن قلنا ان اصعب الاشياء هي عدم التحكم في النفس واللسان لحظة الغضب، وفي الوقت الذي كان فيه خليقا بالسيد رئيس الحسنية ان يعتذر لمن وسمهم ب" الشماكرية"، فضل التنصل من حواره الصحفي اوائل غشت الماضي لأسبوعية " المنتخب" ملمحا إلى كوننا نكتب الأباطيل ونطلع القراء على الأكاذيب ، وهذا إما ينم عن استخفاف بقراء الجريدة ممن صدموا بتلك التعابير أصلا، وإما ينم عن مواقف مهزوزة لا يستطيع الرجل تأكيدها والدفاع عنها، مفضلا تكذيب كل الناس وتحديهم ، بشكل يدعو للإشفاق حقيقة، مادام التصريح بكلام في غشت، ثم العودة لإنكاره في شتنبر أمرا يفقد المصداقية في العمق من مسير يفترض فيه التحلي بالشجاعة الفكرية والدفاع عن الرأي، دون حربائية مكشوفة... ومن جديد، إذا كان الرجل تحدى الجميع في إجابات شتى وله الحق في استعراض التحدي، دون أن نعرف مقاييسه على الأقل أو مفهومه، فإننا نتحدى السيد الرئيس أن يأتينا ببرهان يثبت صحة تنكره لما فاض به لسانه بالأمس، فنحن بدورنا نحيله على بينة وحجة غير قابلة للطعن، تكمن في العودة إلى العمودين الأخيرين من حواره الصيفي المذكور، ليتأكد فعلا انه قال عن بعض جمهور الحسنية " الشمكارة" ، بل ذهب بعيدا في الانزلاق الاخلاقي حين وظف المثل السائر " القافلة تسير والكلاب تنبح" في غير محله على الاطلاق، وللقارىء ان يتأكد بنفسه من الكذاب منا، هل عبد ربه الضعيف ام السيد الرئيس القوي... بقلم : محمد بلوش