إن الرسالة الإعلامية التي نحملها على عاتقنا تتوجب علينا أن نكون صادقين في تعاملنا وفي كتاباتنا وان ننقل الأحداث والمعطيات كما هي ولنا الحق أن نعلق عليها فيما بعد أو نتركها للقارئ كل حسب تعليقه والذي يراه مناسبا للحدث . مناسبة هذا الكلام هو مرافقتنا لفريق شباب هوارة خلال رحلته الطويلة إلى مدينة القنيطرة ، والتي انطلقت منذ يوم الجمعة صباحا والوصول إلى مدينة الرباط مساء حيث عسكر الفريق إلى غاية يوم المباراة . وفي حدود الساعة الواحدة من يوم الأحد ، يوم المباراة ، وصلت حافلة الفريق الهواري أمام الملعب البلدي بالقنيطرة ، ومن هنا انطلقت الأفعال و السلوكات و الأخلاق اللارياضية من طرف الفريق المستضيف النادي القنيطري ذو التاريخ العريق ... بحيث رفض حارس الملعب أن يفتح الباب حتى الساعة الواحدة و45 دقيقة أمام استغراب الجميع واستغراب أيضا بعض اللاعبين القدامى للنادي القنيطري فاضطروا للوقوف أمام الباب طوال هذه المدة . وعندما دخل الفريق الهواري وجد المستودع المخصص له مغلقا فاضطر مرة ثانية إلى الوقوف أمامه في زحمة من الجمهور القنيطري الذي غصت به مدرجات الملعب ، فوجدها فرصة لإشباعهم سبا وشتما ونعتهم بأبشع النعوت ذات دلالات عنصرية مثل ( الشلوح الكرابز... ) وعندما سال احد مسيري شباب هوارة بعض حراس الملعب عن هذه الأفعال و السلوكات اللارياضية أجابه بأنها تدخل في إطار اللعبة ، ولا ندري عن أية لعبة يتحدث هذا الأخير . وقد اضطر الكاتب العام لفريق شباب هوارة إلى إخبار مندوب اللقاء لعله يقنع الحراس بفتح باب المستودع لكنه لم يفلح في ذلك وهو ما دفع بالكاتب العام الهواري مرة أخرى إلى الالتجاء لحكم اللقاء السيد عبد الرحيم العرجون الذي أرغم مسؤولي النادي القنيطري على فتح المستودع المخصص للزوار . ويا ليته لم يفتح ، حيث وجدناه مثل ( حانوت عطار ) فيه رائحة كريهة لبخور ومجموعة من التمائم مرمية وسطه بالإضافة إلى جلد الأفعى و أشياء أخرى غريبة لم نتعرف على أسمائها كلها تتعلق بالشعوذة ناهيك عن الرائحة الكريهة للمراحيض ... هذه الأشياء الغريبة جعلت اغلب عناصر الفريق الهواري تقوم باستبدال ملابسها أمام المستودع بسرعة لتلتحق بالميدان ، فإلى هنا تكون الأمور قد انتهت بالنسبة للاعبين . أما بالنسبة للمكتب المسير للنادي الهواري والذي كان يتكون من الرئيس موسى الهبزة ونائبه و أمين المال و من رئيس المجلس البلدي لمدينة اولاد تايمة ونائبه وبعض الأعضاء الرسميين المرافقين لهم ، فلم يسلموا هم أيضا من تصرفات غير رياضية وغير مقبولة من طرف المسيرين للفريق القنيطري ، حيث حرموا من الصعود إلى المنصة الشرفية لمتابعة اللقاء فاضطروا إلى متابعته من داخل الميدان وهم واقفون في ظروف صعبة لا تليق بسمعة الفريق القنيطري ذو التاريخ العريق . إضافة إلى أن رئيس الفريق القنيطري دخل في مشاداة كلامية مع بعض اللاعبين الهواريين عندما كانوا يقومون بتسخينات وراء الشباك خصوصا مع حمو محال وكادت الأمور أن تتعقد أكثر. وقد استغرب المكتب المسير لشباب هوارة وكدا مدرب الفريق الهواري من هذه السلوكات والممارسات اللارياضية التي تمت معاملتهم بها في القنيطرة في الوقت الذي ثم تخصيص استقبال جيد للفريق القنيطري في هوارة حيث الترحاب وحسن الضيافة للاعبيه ومسيريه وجمهوره . هذا من جهة ، ومن جهة أخرى ، فهذه المباراة تعتبر قمة الدورة لكنها لم تحض بنقل تلفزي سواء من القناة الأولى أو الثانية أو الرياضية فالكل كان خارج التغطية ولا ندري ما السبب ؟ مع العلم أن جمهورا واسعا سواء من الغرب أو من الجنوب كان ينتظر هذا اللقاء على الشاشة التي يؤدى عنها من المال العمومي . والسؤال الذي يطرح هنا هل غابت بفعل إرادتها أم تغيبت بفعل إرادة الغير ؟ وآخر كلمة في هذا المقال هو أن الحكم الحاج عبد الرحيم العرجون الذي لا نقلل من أهميته كحكم دولي نفتخر به ، ولكن لكل حصان كبوة ، وكبوة الحكم عبدالرحيم العرجون كانت كبيرة هذه المرة ولم تكن منتظرة بهذا الشكل ، فضربة الجزاء التي منحها للنادي القنيطري في هذا اللقاء المصيري للفريقين معا ، وفي ذلك التوقيت بالضبط أثارت نقاشا وجدالا كبيرا ،حيث تحايل لاعب القنيطرة جاك أندرسون بالسقوط وهو في وضعية غير صحيحة في اتجاه المرمى وكان يستحق عليها إنذارا وليس ضربة جزاء، لكن السلطة التقديرية للعرجون كانت قاسية وتميزت بالشطط في استعمالها . ولكنه كيفما كان الحال فلازالت هناك ثلاث دورات متبقية ولا ندري كيف ستكون نهايتها ، وهنا يتوجب على الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والمجموعة الوطنية للنخبة أن تفتح عيونها على اللقاءات المتبقية حتى تمر في أجواء رياضية نزيهة ولا أدل على ذلك آخر تصريح للعضو الجامعي محمد الكرتيلي الذي اتهم الحكام بممارسة سلوكات لا رياضية . أولاد تايمة بقلم : حسن العسكري