وجه مغاير تماما للمعتاد ظهرت به عناصر الحسنية بالملعب الكبير في طنجة أمام الاتحاد المحلي، فالانضباط التاكتيكي الواضح للاعبي الفريق السوسي ، خاصة على مستوى خط الدفاع الذي ضيق الخناق على مهاجمي الاتحاد الخطرين ( معاوي، حمودان، الحواسي) ، وعلى مستوى الإعداد البدني اللافت الذي جعل اللاعبين يقدمون مباراة كبيرة ، تميزت بالضغط على حامل الكرة بأكثر من لاعب ، وارتداد بعض المهاجمين لمساندة خط الدفاع . الفريق السوسي نجح كثيرا في عدم رفع الفريق المضيف لإيقاع المباراة خلال الشوط الأول ، كما تجنب مدافعوه الهدايا الثمينة التي تشكل نقط قوة الفريق الطنجي، وهي ضربات الخطأ القريبة من مربع العمليات ، والتي يستثمرها فارس البوغاز عادة اعتمادا على توفره على مهاجمين من ذوي القامات الطويلة ( نتذكر كيف انهزم الجديديون بقساوة بفضل تلك الأخطاء ). وقد ظل أشبال السكتيوي أوفياء لنهجهم ، باعتماد لعب مفتوح ، أثمر ازيد من اربع محاولات حقيقية للتسجيل ، بواسطة كل من البركاوي ومترجي ،تألق في صدها الحارس المجرب محمد أمسيف ، والذي يرجع له الفضل كثيرا في تجنب الاتحاد لهزيمة بالقواعد . إجمالا ، نعتبر الوجه الذي ظهرت به الحسنية نوعا من تجاوز هفوات سجلت في مباريات سابقة، كما نشيد بالقراءة الجيدة للمدرب السكتيوي للخصم ، منوهين بالروح الرياضية العالية للاعبي الفريقين معا ، وجمهور طنجة كالعادة. داخل الإطار : نحمد الله أن مديرية التحكيم توفقت في اختيار الحكم المناسب لمباراة اتحاد طنجة/ حسنية اكادير، فبعض الحكام الذين عرفوا بسوء تقديرهم لضربات الجزاء ( لا داعي للمواجع وذكر الأسماء ) كان ممكنا أن يفسدوا المواجهة، خاصة وأننا لاحظنا لجوء بعض المهاجمين من الفريقين معا للتحايل داخل مربع العمليات ، والحكم صبري كان صارما ولو بدون توجيه إنذارات .