كانت المباراة التي جمعت بين حسنية أكادير واتحاد طنجة، برسم الدورة 10، مباراة مثيرة بكل المقاييس. وبمعزل عن مساهمة لاعبي الفريقين في هذه الإثارة، تبقى بدون شك مساهمة طاقم التحكيم، المنتمي إلى عصبة الدارالبيضاء الكبرى، وازنة، وبالأخص حكم الوسط نور الدين إبراهيم، ومساعده الأول يوسف مبروك، واللذين "تألقا" في هذه المباراة، حيث كانت بعض قراراتهما مسيئة لكرة القدم أولا، ومؤشرة بل وفاضحة للمستوى الاحترافي جدا، الذي وصل إليه تحكيمنا. المباراة، التي برمجت في وقت غير مناسب، كانت تعد بالفرجة، لأنها تجمع بين فريقين يلعبان كرة حديثة، ويعتمدان على الاندفاع الهجومي، وبالأخص الفريق الأكاديري الذي أشاد عبد الحق بنشيخة بأدائه الهجومي. وقد انطلق الشوط الأول بضغط هجومي للفريق الطنجي، الذي كاد يسجل هدف السبق بواسطة معاوي لولا التدخل الحاسم لفهد لحمادي، الذي كان أحسن عنصر في الفريق الأكاديري. ورغم غياب بعض عناصره الأساسية كحفيظ ليركي والبيساطي والمدافع الطاوس، حرك فريق الحسنية آليته الهجومية، ابتداء من الدقيقة الثلاثين، ليخلق عددا من المحاولات الواضحة التي سجل منها هدفه الأول، بواسطة نور الدين الكورش (د.32)، ليضيع بعد ذلك لاعبه العبيدي فرصتين محققتين لمضاعفة الحصة. كما ضاعت من المهاجم الطنجي العبوبي فرصة محققة لتعديل الكفة، أوقفها الحارس لحمادي. وخلال الوقت بدل الضائع من هذا الشوط ستبدأ أولى أخطاء حكم المباراة، بعدم الإعلان عن ضربة جزاء واضحة لصالح بديع أووك، الذي تم إسقاطه داخل معترك العمليات. ومع انطلاقة الشوط الثاني، كاد بدر كشاني أن يوقع بدوره على هدف التعادل لولا تدخل لحمادي، وأحد المدافعين لإبعاد الخطر (د 48). كما كان الكورش بدوره قريبا من إضافة هدف ثان للحسنية في محاولة غاب عنها التركيز. وبمعزل عن هذه المحاولة الأخيرة، واصل الفريق الطنجي ضغطه على مرمى لحمادي، الذي أنقد مرماه من عدة محاولات محققة. وسيتولد عن هذا الضغط إعلان حكم المباراة عن ضربة جزاء، كانت غير واضحة بالمقارنة مع ضربة الجزاء، التي لم يعلن عنها لصالح أووك. وقد تمكن من تحويل هذه الضربة إلى هدف رفيق عبد الصمد (د.67). و قدم إثرها فريق الحسنية اعتراضا تقنيا، كما تم طرد الكاتب العام للفريق أحمد آبت علا، الذي يبدو أنه وجه كلاما زائدا للحكم المساعد الأول، والذي كان وراء الإعلان عن الهدف الثاني للفريق الطنجي، في حدود الدقيقة 78، على إثر ركنية نفذها رفيق عبد الصمد بطريقة دائرية، أعلن الحكم المساعد إثرها أنها تجاوزت خط المرمى، مما يعطي هدفا ثانيا للزوار. وبمعزل عن مدى صحة هذا الهدف، فقد أغفل الحكم، في هذه الحالة بالذات، أن يعلن عن خطأ واضح لصالح فهد لحمادي، الذي تعرض لخشونة غادر على إثرها رقعة الملعب، ليعوض بالحارس البديل هشام المجهد. ونشير إلى أن هذه الحالة التحكيمية الثانية نتج عنها توقف المباراة لدقائق عديدة، و قرر إثرها لاعبو الحسنية مغادرة رقعة الملعب، لكن تدخل مدربهم السكتيوي جعلهم يتراجعون عن قرارهم، ليعودوا بنفسية مهزوزة، ويتلقوا هدفا ثالثا من ضربة جزاء ثانية ومشروعة، أعلن عنها حكم المباراة نور الدين إبراهيم، الذي قدم رفقة مساعده الأول يوسف مبروك صورة لا تشرف التحكيم المغربي. فخلال الثلث الأول من البطولة الحالية أصبح يتبين بالملموس أن أخطاء بعض حكامنا أصبحت تتكاثر وتتوالى، ولا يمكن بأية حال أن نبررها بافتراض حسن النية، وذلك ببساطة لأن تواليها وتكاثرها أصبح له تأثير مباشر على تغيير نتائج المنافسات والمباريات. فكفى عبثا.