لا أحد، بأكادير على الأقل، كان ينتظر الهزيمة المفاجئة التي تعرض لها فريق الحسنية، وعلى أرضية ملعب الانبعاث، فالفريق أشر على بداية موسم تكاد تكون جيدة، وقدم الأسبوع الماضي عرضاً قوياً ومقنعاً أمام المتزعم الدفاع الحسني الجديدي. فما الذي حدث للفريق الأكاديري أمام الفتح الرباطي الذي جاء الى أكادير وفي جعبته ثلاثة تعادلات وهزيمتان؟! ما يمكن قوله بداية هو أن الفريق الرباطي، وبحكم الخطة الدفاعية التي سلكها في لقائه أمام الحسنية، لم يكن يطمح لأكثر من تحقيق نتيجة التعادل. وقد كان هذا المنحى واضحا خلال الشوط الأول الذي سجل منذ بدايته ضغطاً هجومياً للمحليين أثمر عدة محاولات كانت أخطرها من نصيب جيرار (14) والبيساطي (28) والفوقي (29)، تم جيرار مجدداً الذي توصل بكرة من الماتوني عالجها برأسية مرت جانبا (38). هذا بالإضافة الى فرصة أتيحت في بداية هذا الشوط وأعقبها اختلاط أمام مرمى الزوار وكرة لا نعرف هل لمست يد أحد لاعبي الفتح أو تعمد لمسها، فالأمور لم تكن واضحة، وطالب على إثرها لاعبو الحسنية بضربة جزاء، وهو الطلب الذي لم يستجب له حكم اللقاء التيبازي من عصبة الجنوب (2). مقابل هذا، أتيحت خلال هذا الشوط فرصة واحدة ووحيدة للفريق الرباطي من رأسية للزيتوني صدها الحارس لحمادي (17). كما عرف هذا الشوط خروج لاعب الحسنية ياسين الرامي الذي عوض بزميله الفوقي. وقد كان لهذا أثره على خط دفاع الحسنية. خلال الشوط الثاني، واصل لاعبو الحسنية محاولاتهم الهجومية لكن بفاعلية أقل مما عرفه الشوط الأول. أضف الى هذا أن هذه المحاولات كانت تصطدم بدفاع تشكله قامات طويلة ليس أقلها قامة الحارس فوهامي. كما عرف هذا الشوط قيام الزوار بمرتدات هجومية خطيرة كان يقودها الثنائي إيسوفو ودانييل مونشار اللذان أقلقا خط دفاع الحسنية الذي بدا في هذه المباراة ضعيفاً، خاصة على مستوى الأجنحة، حيث كان إقحام علي أمعفون غير موفق إطلاقاً. أضف الى هذا تغييب بعض الأسماء كالمدافع خالد شاكور الذي بقي حبيس كرسي الاحتياط لأسباب غير مفهومة. وستتيح المرتدات الهجومية للفريق الرباطي اصطياد هدف السبق في هذه المبارة، وذلك من هجوم قادة إيسوفو، مستغلا خطأ للمدافع حيسا، لتنتهي تمريرته عند مونشار الذي تمكن من التسجيل من قذفة قوية لم تترك أي حظ للحارس فهد لحمادي (53). تسجيل هذا الهدف نزل كحمام بارد على لاعبي الحسنية الذين لم يتمكنوا، بفعل التسرع والانفعال الزائد، من تدارك الموقف، وذلك رغم إقحام المدرب جودار للمهاجم أوسما گواطوا، مما جعل الفريق الأكاديري يلعب برأسي حربة، لكن بدون نتيجة. وكان بإمكان الفريق الرباطي أن يضيف هدفا ثانيا (87) بواسطة إسوفو الذي كاد أن يسجل الهدف لولا التدخل الحاسم للحمادي. وعموماً، فالمباراة انتهت بنتيجة مفاجئة وغير مرضية للفريق الأكاديري الذي صب جام غضبه على الحكم التيبازي الذي عرف تحكيمه بعض مظاهر التذبذب، وقد غادر أرضية ملعب الانبعاث تحت حراسة مشددة، وذلك بعد أن أشهر الورقة الحمراء في وجه لاعب الحسنية علوي الاسماعيلي بدعوى أنه ضرب الحكم بالكرة. وسيتيح هذا الطرد لهذا اللاعب السابق لشباب المسيرة أن لا يواجه فريقه السابق الذي سيكون هو الخصم المقبل للفريق الأكاديري خلال الدورة السابعة.