لم نكن لندلي بوجهة نظرنا في هذا الموضوع، لولا ما اثير في الشارع الرياضي من تأويلات تتعلق بالتحكيم ، الى درجة استعمال نعوت المؤامرة والتجني وغيرها من المصطلحات .. فمباراة الحسنية بالبيضاء ، شاهدنا فيها الفريق الاكاديري بشكل جيد لمدة لا تزيد عن 10 دقائق ، تم خلالها تسجيل هدف جيرارد، وتضييع فرصتين سانحتين للتسجيل ، قبل ان يعرف عمر نجدي كيف يخدع الحكم بسقوطه داخل مربع العمليات وبالتالي استفادة الرجاء من ضربة جزاء خيالية ، كان المنطقي فيها هو انذار النجدي .. لكن الحكم فيما يبدو سيصحح خطأ بخطإ كما يقال ، حين حرم الرجاء ومهاجمها النجدي من ضربة جزاء لاغبار عليها ، وفي الوقت الذي يكون فيه اصلاح الحكام لهفوات بأخرى مرفوضا ، فعلى اقل تقدير يبقى حرمانه الرجاء من ضربة جزاء تعويضا بشكل ما لهفوة الاعلان عن الاولى ، بحيث لو اعلن عنهما معا لكان الحديث عن تأثير قرارات الحكم منطقيا. ما حدث حسب جل مشاهدي المباراة عبر التلفزيون، هو تسيب في الانضباط التاكتيكي لمجموعة لاعبين ، اهمهم السيباري الذي لم نعرف هل وظف كمدافع ام مهاجم ، اضافة للعبيدي ، مع ملاحظة تجميد السباعي والبيساطي في الاحتياط رغم الثغرات الدفاعية الملحوظة في صفوف الرجاء ، خصوصا بسبب غياب جريندو الذي يضطلع غالبا بتنظيم وتوجيه مدافعي الفريق الاخضر، وبدل تعزيز الهجوم بمهاجم ثان يقوي حظوظ جيرارد في الاستفادة من كرات اضافية، فإن السكونية والارتداد في غالب اطوار اللقاء نحو الدفاع ضيعا على الحسنية مواصلة المقابلة بنفس ايقاع العشر دقائق الاولى ، التي ظل فيها دفاع الرجاء غير مجازف بالصعود ، لنعاين ان وسط ميدان الحسنية لم يكن يساند الهجوم كما يجب .. مع نهايات اللقاء ، سيحدث سوء تفاهم بين حكمي الشرط والوسط، فحكم الشرط رفع رايته معلنا عن وجود حالة شروذ لصالح الرجاء داخل مربعها ، في حين اعلن النوني عن ضربة جزاء ، وبعد استشارته لحكم الشرط وكما وضحت بالفعل صور العرض البطيء تلفزيونيا، فقد كان هنالك شروذ واضح لمهاجم اكاديري، عاد بسرعة ، وتم دفعه بعد ذلك من قبل احد المدافعين ، وهنا الامر واضح: الاولوية للخطإ الاول .. ان يختلف حكم الوسط مع حكم شرط لايرقى الى مستوى اطلاق نعوت المهزلة والمؤامرة وغيرها ، فهو امر عاد جدا في كرة القدم ، وحتى لا نبحث عن مشجب نعلق عليه هزائمنا ، نقول بأن الحكم النوني صحيح اخطأ في اعلانه عن ضربة الجزاء الاولى ، لكنه تدارك الامر بخطإ حرمان الرجاء من اخرى واضحة تماما ، اما ما دون ذلك ، فالهزيمة مردها غياب الانضباط التاكتيكي داخل رقعة التباري ، وضعف اداء لاعبي الوسط ، مع التساؤل عن سر الابقاء على الدفاع الايسر بتلك الممرات المهولة الناتجة عن صعود السيباري نحو الهجوم ، في وقت يتوفر فيه الفريق على مدافعين يمكنهم سد هذا المنفذ، ككريم ايت الدرحم و خالد شاكور؟