الحاج محمد أرحبي المعروف لذى الرياضيين من أسرة حسنية أكادير لكرة القدم وقدماء المدينة والمنطقة بلقب " لاليجو " أو " الروبيو " جاء لمدينة أكادير وهو طفل صغير حوالي سنة 1952 وهو من مواليد منطقة أيت آمر ضواحي المدينة ليشتغل كبائع للجرائد بحي تالبورجت القديم لذى " مدام بافيو "، كما التحق كعضو نشيط بفرع الكشقية الحسنية فرع تالبورجت رفقة ثلة من شباب اكادير من بينهم جافري إعزا الذي يهتم بالصغيرة والكبيرة من تاريخ أكادير . مسار الرجل تواصل بالمدينة ليمتهن بعد ذلك عدة حرف الى أن تقاعد من الوكالة المستقلة للنقل الحضري بأكادير، الى جانب ذلك ظل وجها مخلصا لفريق حسنية أكادير من الخمسينيات الى اليوم بعد أن سقط في حبها وهو شاب إثر التأسيس الحديث لفريق حسنية أكادير لكرة القدم سنة 1956 بعد إستقلال المغرب . محمد أرحبي ظل وفيا لفريقه في الضراء قبل السراء و عاصر جميع الرؤساء الذين تعاقبو على تدبير أمور الفريق من الخمسينيات الى اليوم ، وجميع المدربين الذين تولو مهمة التدريب والتأطير وجميع اللاعبين الذين لعبو للفريق ، وأصبح وجها مؤلوفا لذى جميع المكونات، رافق الفريق في كل المراحل ببطولة القسم الثاني والأول وشغل العديد من المهام بالنادي فهو مكلف بالأمتعة تارة ومساعد لسائق حافلة الفريق تارة آخرى وانتهى به الأمر حاليا ليصبح الحارس الليلي لمقر النادي بملعب الانبعاث، وبالرغم من تقدمه في السن فلا أحد يستطيع إقناعه بالخلود للراحة حيث يصر على التواجد اليومي بمقر النادي ، ويضيف أن ذلك هو الأكسجين الذي يحيا به حاليا . ومن القصص التي تروى عن مدى حبه للفريق أنه وفي إحدى مواسم نهاية الستينيات والفريق يستعد للتوجه الى وجدة منعه أحد المسيرين من مرافقة الفريق الى وجدة بحكم عدم وجود مكان شاغر بإحدى سيارات التي ستنقل الفريق الى هناك ، فما كان من الحاج أرحبي " لاليجو " إلا أن توجه في غفلة من الجميع الى صندوق إحدى السيارات ليختبأ داخله وليظل على ذلك الوضع لساعات طويلة الى غاية الوصول الى مدينة وجدة حيث تفاجأ سائق السيارة بتواجد الحاج محمد بالصندوق الخلفي للسيارة متحملا ذلك الوضع بدون أكل ولا شرب من أجل مرافقة الفريق في رحلته الى وجدة. إنها مجرد لمحة مختصرة عن مسار أحد جنود الخفاء في الحقل الرياضي بسوس، أفلا يستحق الرجل منا لحظة تكريم واعتراف بعد كل هذه السنوات التي ظل فيها مخلصا لحب الرياضة شغوفا وخدوما لفريقه ؟