عرفت الرياضة الرودانية منذ نشأتها من خلال الألعاب التقليدية ( سب/ سبوط بعربن/ بعربن – هريد – أنا خشبة مانطيح ...) تطورا زمانا و مكانا خاصة حيث شاعت أولى نظريات عن الثقافة الرياضية من قبيل : أعلى-أسرع –أقوى : altius-citius –fortius بالاضافة الى : سرعة – خفة – تحمل – قوى (vitesse – agileté – résistance – force . V A R F – –. 2/ الممارسة الرياضية الرودانية : هذا ، و قد تنوعت الممارسة الرودانية تنوع هذه الرياضات : سباق الدراجات ، العدو الريفي ، كرة القدم ، كرة المضرب ، كرة السلة ، الكرة الطائرة الى المصارعة و الملاكمة . قد يتساءل متسائل أين كانت تمارس هذه الرياضات ؟ – كرة القدم كان فضاؤها الأول بلاسطاح قرب المدار الرياضي الذي كان يستغله الجيش الفرنسي ثم تم تحويله الى المحايطة أمام البريد الحالي ثم الى مكانه الان و هو معشوشب على أحسن طراز : مكسب مهم تم تحقيقه . – كرة المضرب كانت لها أربعة فضاءات : الأول هو الملعب الحالي ( الملعب هاهو و الممارسة فيناهي ؟ ) ، الثاني كان بثانوية ابن سليمان الروداني ، الثالث كان جانب مقر الوقاية المدنية حاليا و الرابع كان بالمحكمة الخاصة الان بقضاء الأسرة ( تم طمس هذه الملاعب الثلاثة و لم يعد لها أثرا في الخريطة البنيوية ). – كرة السلة ، كرة اليد و الكرة الطائرة كانت ملاعبها الثلاثة بجانب ملعب كرة المضرب الحالي الذي توسع على حساب هذه الرياضات بتعليمات من مسؤول عبقري أشرف على توسيع ملعب كرة المضرب لتنظيم بطولة المغرب دون تحقيق التعويض في المكان المخصص اليوم لوقوف الدراجات و السيارات أمام المحكمة الابتدائية الجديدة . – اما المصارعة و الملاكمة فقد كانت الحلبة تبنى في المسبح الثاني كما يعرف الى الان عند السباحين و كان الجمهور يجد مقاعده في المسبح الثالث أي الغارق ، في حين أن المسرح كان هو كذالك يعرف العرض في ملعب كرة المضرب الذي كان يجانب المقر الحالي للوقاية المدنية ( مسرحيات فولبون – المعلم عزوز – حليب الضياف – الفكيع ... ) و لقد ساهمت الرياضة الرودانية في إشعاع مدينة تارودانت التي عرفت بالعلمية و الفلاحية و السياحية... وهذا المجال( الاشعاع الرياضي ) بدأ مع تألق فريق إتحاد الشبيبة الرياضية الرودانية ( UJST) خاصة في المدة الزمنية المحصورة ما بين 66/72: لقد طعم هذا الفريق الكرة الوطنية حسب التصنيف التالي : – الفريق الوطني للامل : احمد سلوان ، عمر علي . – الفريق الوطني للشبان : بدر الدين العربي ، بنادار عبد الكبير ، عمران الجيلالي . تجليات الكرة الرودانية في شطر الجنوب : لقد كان هذا الفريق ينازل الفرق التالية : حسنية أكادير ، رجاء أكادير ، الأمل الصويري ، الإتحاد أسفي ، الكوكب المراكشي ، الملودية المراكشية ، النجم مراكش ، كوكب السعد البيضاء، نادي العلم البيضاء ، الحياة البيضاء ، الأولمبيك خريبكة ، السريع وادي زم، الرجاء بني ملال، الإتحاد الفقيه بنصالح، الشباب خنيفرة، السطاد الرباطي، البريد الرباطي ، اليوسفية الرباطية . و معلوم ان هذه الفرق كانت تمارس في القسم الوطني الثاني شطر الجنوب و كان عددها ينحصر في 14 فريقا في كل موسم . و للقارئ الفاضل كامل التحليلات و الاستنتاجات و الاستجلاءات كل حسب قدراته و تكوينه و مؤهلاته ...: هذا "فلاش باك " على ما كانت عليه الرياضة الرودانية ( كرة القدم ) في أواسط الستينات و بداية السبعينات و هو تاريخ غني يستحق الإثارة و المعالجة بغية اطلاع الجيل الحالي على خباياه و تجلياته عل هذا الأمر يكون بمثابة فسحة رودانية . بعد العينة الرياضية الرودانية التي تطرقنا اليها نعالج عينة أخرى أهملتها الذاكرة الرياضية بالمدينة و يتعلق الأمر بكرة المضرب التي خلفت بدورها أبطالا حققوا نتائج ملفتة لانتباه و أخص بالذكر المرحوم الزناتي العربي بالإضافة الى مصطفى الفتاحي و مماد و حشلاف ... هذه الثلة التي كانت تمثل كرة المضرب الرودانية في الدوريات الوطنية المنظمة في ذلك الوقت بكل من اكادير و مراكش .و في هذا السياق لا ننسى ذكر اللاعب المتميز بندار عبد الهادي الذي نقل كرة المضرب الرودانبة الى الربوع الامريكية في غفلة من المتتبعين. و من لعبة كرة المضرب ننتقل الى سباق الدراجات الرياضة التي شهدت انتعاشها منذ الأربعينيات لتظهر أكثر قوة في أواسط الستينيات على يد كل من عمر بوري ، سلوان محمد ، العفيسي ، الدلو ،ساسي و أخرون ...بري عبد القادر . لقد شاركت الدراجة الرودانية في لحاق السلام la course de la paix و هي تظاهرة دولية كانت تنظم بفرنسا و شارك فيها المتسابق الروداني العفيسي صاحب رياض حيدة ميس بأولاد برحيل . أما كرة القدم الرودانية فلقد اعطت ابطالا اثثوا المشهد الكروي المغربي و أخص بالذكر : عبد الله الزهر اللاعب الدولي الرشيق الأنيق ، بوجمعة بن اخلف المدافع الصلب للنادي القنطري و للفريق الوطني ، السعيد غاندي العصفور الطائر جناح ايمن لفرقة الرجاء و الفريق الوطني ، الجوهرة السوداء المرحوم الحاج العربي مبارك Pélé زمانه و مسقط رأسه تيسنت قيادة طاطا التي كانت تابعة لدائرة تارودانت . و لا تفوتنا الفرصة دون اثارة العاب القوى الرودانية و ابطالها خاصة في العشرة الآلاف متر و من أهم أبطالها التومي الذي احترف بإحدى الفرق الفرنسية و سار على اثره و نهجه البطل الهوري الصغير بالإضافة الى الطويل مولاي عبد الله رحمة الله عليه و الملقب ب : بيضاوش و اللائحة طويلة من عناصرها كل من الكمايت و التوغري ... هذا بالنسبة للرعيل الأول . إن هذه الخلاصة الجد المختصرة إن دلت على شيء فإنما تدل على الحياة الرياضية الرودانية التي طالها النسيان. هل الأمر يعود الى تنافر الأجيال ؟ ام الأمر مقصود فلا شوارع و لا أزقة و لا فضاءات ... تحمل اسم أحد هذه المشاهير التي أبلت البلاء الحسن في الميدان الرياضي الروداني ؟ اليست هذه هي" الحكرة " بعينها ؟ و من يحتقر من علما أن فاقد الشيء لا يعطيه . أملنا أن ينكب الباحثون على إبراز هذا التاريخ الرياضي عوض تناسيه و نسيان من حملوا مشعله . وتفاديا للنسيان عدو الذاكرة لابد و نحن بصدد التذكير بالمشاهير الرياضية الرودانية أن نذكر بكل فخر و اعتزاز المرحوم محمد بن لحسن العفاني المشهور بلقب الأب جيكو .لقد كان شخصية رياضية / سياسية فذة ترك بصماته راسخة في صرح الرياضة الوطنية و على جبينها بصمات خالدة لا تنسى و لا ينبغي نسيانها : انه من مؤسسي الوداد البيضاوي و الرجاء البيضاوي و من مدربيهما الذي أرسى قواعد الممارسة الرياضية الكروية العصرية : انه اول من ادخل المنهجية 4/2/4 عوض 3/2/5 التي كانت سائدة من ذي قبل .انه تشبع بالمدرسة البرازيلية خاصة عند فرقتي بوطافوكو و سانتوس و اقتنع بثلاثي ذلك الزمان المكون من ديدي ، فافا و كرنشا ليكون في فريق الوداد الثلاثي الكبير المكون من عبد السلام ، سي محمد ، و الشتوكي و بفريق الرجاء كان له الفضل في تكوين الثلاثي المرموق : حمان ، سعيد ، عليواة .و على هذا النهج صارت عدة فرق على منواله و نذكر ثلاثي شباب المحمدية ريكاردو ، ترافا ، بيطابوط الى فرس ، عسيلة ...و الى باموس ، زينايا ، حميدوش ( الجيش الملكي ) و اللائحة طويلة فكان نهجه هذا زمن الثلاثيات قبل تقليصها الى الثنائيات ثم الى النجمية فاللعب الجماعي : هذه بصمات الرجل في ميدان لعبة كرة القدم ناهيك عن جانبه السياسي و هذا أمر لا يهمنا في هذه الورقة . فإذا استثنينا تسمية ملعب الأب جيكو فماذا بقي يذكرنا عن هذا الصرح العظيم و الهرم الشامخ ؟ تتبعنا الاعلان عن لائحة المستفيدين من المديونيات فهل وجدنا أثرا لإسم الأب جيكو ؟ فماذا استفاد الرجل من وراء كل هذه التضحيات ؟ و ماذا استفاد ابناؤه و حفدته من عطاءاته اللا مشروطة علما أنه اعتذر عن تحمله حقيبة وزارة الشبيبة و الرياضة في الحكومة المغربية الاولى في عهد جلالة الملك محمد الخامس رحمة الله عليه : انه على ما يبدو لم يرد توظيف عطاءاته الرياضية في استغلال الظروف و كما عرفته في أخر حياته فكلامه موزون و لا لغو فيه فكثيرا ما يتحدث بالألغاز و النكث كما يتحدث بوضعيات طربوشه الوطني على رأسه فرحمة الله عليه و هذا اضعف الإيمان. * بقلم / الحاج احمد سلوان * المصدر / موقع تارودانت نيوز