فوجئت ساكنة بلوك 2 وبلوك 4 بالحي الصناعي قرب ساحة السلام بمدينة اكادير في اليوم الذي أجريت فيه عملية الاقتراع الخاص بالانتخابات الجماعية الأخيرة بكارثة بيئية ارتكبتها مصالح بلدية المدينة بإيعاز من صاحب محل ، تجلت في قطع وحشي لشجرتين عمرتا لأزيد من ستة عقود، ولهما ارتباط بتاريخ الحي والمدينة. ويشار على سبيل الذكر، كما جاء في بلاغ لجمعية سكان الحي المذكور، أن منكوبو زلزال مدينة أكادير لسنة 1960 احتموا تحت الشجرتين وقت ارتجاج الأرض وتحطم البيوت ونصبوا تحتهما خيامهم وجمعتهم تحتهما مودة ومحبة توارثها إلى اليوم الأحفاد عن الأجداد وترعرع تحتهما صبيان الحي ممن أصبحوا بعدها رجالا يفتخر بهم الوطن، فصارتا رصيدا تاريخيا وبيئيا تحدى الزمن وباتتا وكأنهما لا زالتا في ريعان الشباب، ولم يكن هناك مبرر لقطعهما. ويذكر أن الحي يشكو من مشاكل عديدة منها النظافة والتبليط وكل ما يلزم لجعله في مستوى يليق بساكنته من الإنسان، وقد تقدم السكان بطلبات عديدة في هذا الشأن، وجددوا ثقتهم أثناء الانتخابات الأخيرة بالاستمرار في الإصلاحات الهامة التي وضع المجلس السابق لبنتها الأولى يضيف بلاغ الجمعية، و" لكن الشيء الوحيد الذي نحن متأكدون من عدم طلبه هو قطع هتين الشجرتين اللتان لا يمكن لقائل أن يقول بأنهما ضايقتا الشأن العام لهذا الحي أو هذه المدينة" يؤكد ذات البلاغ، "فقد بذلت مصالح الجماعة الحضرية لاكادير مجهودا لقطعهما بذل أن تبذل أقل من ذلك المجهود في ريهما من حين لحين". وأشار السكان أن هاتين الشجرتين تتوسطان ساحة تناهز مساحتها 610 مترا، كان من المفترض إعدادها كساحة خضراء تزيدها تلك الشجرتان جمالا ورونقا. وطالب السكان من رئيس المجلس إنقاذ إحدى الشجرتين التي لا زالت هناك إمكانية صونها من الضياع التام. وقالوا أنهم واثقون من الأهمية البالغة التي يوليها رئيس المجلس للمجال الإيكولوجي والبيئي والتي تشهد عليها كل المنجزات التي قام بها في هذا المجال. وكان سكان الحي الصناعي باكادير قدم تقدموا بشكاية إلى رئيس البلدية قصد إبلاغه بهذه الفاجعة البيئية والتاريخية والقيام بما يخوله لهم القانون لمعرفة السبب والمسؤول عن هذا الضرر البليغ.