اعتبر مركز النجدة للنساء والأطفال ضحايا العنف التابع لجمعية نسائية باكادير أن حالات النفقة والإهمال الأسري تبقى في مقدمة القضايا التي تعيشها المرأة داخل الأسر بسوس بنسبة 26 في المائة من القضايا التي باشر المركز استقبالها في السنة الماضية، حيث توافد على المركز 136 حالة تشكو مشاكل النفقة والإهمال الأسري. وأضافت نادية جلولي رئيسة المركز المذكور وعضوة جمعية اتحاد العمل النسائي باكادير، وهي تستعرض حصيلة مركز النجدة لسنة 2008 ،أن مسألة العنف الجسدي والنفسي تشكل ظاهرة بدأت تستفحل بمدينة اكادير وضواحيها بعد قضايا النفقة والإهمال، وهكذا سجلنا تقول المتحدثة نسبة 23 في المائة من حالات العنف الجسدي ب 122 حالة ونسبة 18 في المائة من العنف النفسي ب 96 حالة من الحالات التي استقبلها المركز. واحتلت قضية الاغتصاب والتحرش الجنسي مرتبة متقدمة في الحالات التي زارت المركز حيث توافد على مقر هذا الأخير 56 حالة من النساء إما تعرضن للاغتصاب أو للتحرش الجنسي، بنسبة 10 في المائة من مجموع الحالات. كما سجل ذات المركز، حسب العضوة بالجمعية، 13 حالة تعرضن صاحباتها للتهديد بالقتل و28 حالة للطرد من بيت الزوجية و34 حالة من عدم التسجيل بالحالة المدنية و28 حالة للطلاق ونفس العدد من الحالات يعشن الهجران. وقالت المسؤولة بفرع جمعية اتحاد العمل النسائي باكادير أن اكبر عدد من النساء المعنفات أميات بنسبة 38 في المائة و23 في المائة منهن لهن مستوى التعليم الابتدائي و18 في المائة لهن مستوى الإعدادي و13 في المائة من هذه الحالات لهن مستوى الثانوي و 4 في المائة فقط لهن مستوى التعليم جامعي. أما الرجال المعنفين بالمنطقة،الذين يمارسون العنف في حق زواجاتهن فعكس النساء المعنفات اللوائي يتعرضن للضرب من طرف رجالهن، فيبقى اكبر عدد منهم متعلمون بنسبة 23 في المائة مستواهم ابتدائي أو إعدادي ، مقابل 22 في المائة من الأميون، كما أوضحت المناضلة الحقوقية، أن المثير و المقلق في ذات الوقت أن يكون 18 في المائة من الرجال الذين يمارسون العنف على زواجاتهن لهم مستوى التعليم العالي. وبينت دراسة مركز النجدة، دائما حسب نادية جلولي ، أن أغلبية النساء المعنفات لا شغل لهن و 38 في المائة فقط منهن يقمن بأعمال مختلفة وتبقى نسبة 62 في المائة منهن ربات بيوت بدون عمل.أما الرجال الذين يمارسون الضرب في حق زواجاتهن فأغلبيتهم يشتغلون في الأعمال الحرة بنسبة 35 في المائة، و24 في المائة منهم مستخدمون و 11 في المائة منهم موظفون و6 في المائة منهم أما مهاجرون أو متقاعدون أو يشتغلون في الأمن، كما لاحظت عضوة الجمعية أن من بين الرجال المعنفين 13 في المائة من العاطلين عن العمل. وفي موضوع ذي صلة نظمت الجمعية ذاتها بمعية بعض العضوات المستفيدات من خدماتها، كما أفاد مصدرنا في حصيلة عمل الجمعية خلال السنة الماضية، حفل غذاء على شرف نزيلات ونزلاء دار الحياة التابعة لجمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان بأكادير، وقد حقق هذا الحفل مرامي إنسانية واجتماعية تدخل في صلب اهتمامات وأهداف الجمعية، كما ترك آثارا نفسية إيجابية لدى المريضات والمرضى المصابين بالسرطان. كما قامت خلية "صديقات نزيلات ونزلاء دار الحياة التابعة لجمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان" التابعة للجمعية بتنظيم رحلة ترفيهية لصالح ما يقارب أربعين مريضا ومريضة داخل مرافق المدينة في اتجاه السوق التجاري "مرجان" وبعدها إلى "حديقة وادي الطيور"، وتخللت الرحلة حملة تحسيسية حول طبيعة مرض السرطان، كما قدم أحد المشاركين، الذي سبق له أن صارع هذا المرض الخبيث، شهادة مؤثرة ضمنها سرد تجربته مع هذا الداء، وكيف تغلب عليه بفضل إرادته القوية وإيمانه بتطور الطب ووسائل العلاج الحديثة. وفي نفس السياق نظمت الجمعية زيارة دعم لنزيلات ونزلاء دار الراحة، وقد ساهمت في هذه الالتفاتة الإنسانية كل من النساء المستفيدات من دروس محو الأمية والطرز والخياطة والديكور والرسم على الحرير بمقر الجمعية، حيث أعددن إلى جانب عضوات مكتب الجمعية وجبة غذاء للنزيلات والنزلاء، ووزعن عليهم ملابس و"كاشكولات صوفية" لمقاومة برد فصل الشتاء، وبعض مستلزمات النظافة، وقد ترك هذا العمل الخيري بهجة وارتياحا في نفوس النزيلات والنزلاء، كما تمكنت الجمعية من خلال هذه المبادرة من توعية مستفيداتها بأهمية العمل الاجتماعي ودوره في التخفيف من الضغوط النفسية والاجتماعية.