أجلت أمطار الخير التي تهاطلت على مدينة اكادير، طيلة يومي الجمعة والسبت الماضيين ، حفل التسامح إلى اجل غير مسمى، وقد أربكت هذه الأمطار الغزيرة حسابات المنظمين الذين كانوا ينتظرون حضور عشرات الآلاف من الجمهور ، وقالت مصادر للمساء أن حسابات هؤلاء خيبتها الأمطار بحيث اتجهت انتظارات الى النجاح المتوقع للحفل وعدد الجماهير التي ستحضره و التي ستتابع عبر القنوات التي كانت ستعمل على بثه ولم يراع هؤلاء حساب أحوال الطقس التي عرفت تغيرا كبيرا مند بداية شهر شتنبر بالمغرب وخلفت فيضانات واضرار كبيرة بالعديد من المناطق، وهكذا تمد المعنيون في الإعداد وتوزيع الدعوات وبث إشهار للحفل في القنوات التلفزية المغربية والفرنسية دون التفكير في إمكانية التأجيل الذي فرضته الأمطار. وحسب الملف الصحفي الذي وزعه المنظمون على الصحافة، فإن "حفل التسامح" المؤجل هذا العام والذي تنظمه القناة الثانية المغربية والقناة الأولى الفرنسية بدعم من المركز الجهوي للسياحة باكادير منذ سنة 2006 ،يهدف إلى "زرع قيم التسامح والسلام والحوار بين الثقافات، من خلال تقديم طبق فني متنوع يجمع فنانين من دول مختلفة". ويبلغ عدد الفنانين الذين تم انتقاؤهم للمشاركة في حفل هذه السنة المؤجل حوالي 24 فنان وفنانة، ينحدرون من إفريقيا وأوربا وأمريكا،ويحتل الفنانون الفرنسيون، كالعادة، صدارة المشاركين، حيث يشارك في الحفل كل من فرقة "نيغ مارونز"، فرقة "يام" الفنانة بولين، الفنانة لويزي جوزيف، الفنان كريكوار، الفنان لورون فولزي، الفنان ماتيو ادوارد. فيما يمثل المغرب في "حفل التسامح" كل من الفنانة صوفيا السعيدي، والمغني غاني، وفرقة "فناير" علاوة على بعض خريجي برنامج "أستوديو دوزيم" كما هو الحال مع ليلى الكوشي. كما يشارك في "حفل التسامح" كل من الفنانة آمال بنت، المغنية شريفة لونا، مغني الراي فوضيل من الجزائر، ثم الفنانة مريام فارس من لبنان، والفنانة أنكون من اندونيسيا، وفرقة "بريك أي لاس" من جمايكا، والفنان كريس ستيل من الولاياتالمتحدةالأمريكية، والفنان كيزيا جونز من نيجيريا، والفنان دانيال بوتير، والمغني مارك أنطوان، والفنانة ناتاشا سان بيير من كندا، بالإضافة إلى الفنان دافيد طافار، والفنان انريك ايغليسياس من اسبانيا. وفي موضوع ذي صلة وجد العديد من المتتبعين باكادير بالخصوص في صفوف الفنانين الامازيغيين الذين تم إقصائهم من المشاركة في "حفل التسامح"، في عملية تأجيل الحفل فرصة كبيرة للتعبير عن استنكارهم الشديد وتنديدهم بالإقصاء والتهميش المفروض على الفن والأغنية الأمازيغية من طرف منظمي ما سمي ب"حفل التسامح"، الذي لا يحمل من صفات التسامح إلا الاسم، لأنه لا يحترم الهوية والخصوصية الثقافية لمدينة أكادير، تحت ذريعة تشجيع السياحة. وأضافت مصادر من داخل اسرة الفن الامازيغي ، أن الفنانين الأمازيغ لا يقبلون تهميشهم في عقر دارهم، في حفل يزعم أصحابه أنه مخصص "للتسامح ونبذ الكراهية بين الشعوب...". وتساءل فنان أمازيغي كيف يعقل أن يستدعي المنظمون فنانين من مختلف أرجاء المعمور، ويمارسون الإقصاء على أهل الفن بعاصمة سوس، مضيفا أن المنطق لا يقبل أن توجه الدعوة إلى أشباه الفنانين مثل خريجي برنامج "أستوديو دوزيم" الذي تنتجه القناة الثانية، مع إقصاء تام للفنانين الأمازيغ، الذين يمارسون في الميدان الفني منذ عقود، حتى قبل ظهور القناة الثانية وخريجيها المدللين.