حاصرت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على امحاميد الغزلان، الجمعة والسبت الماضيين، سكان عدد من القصور(أولاد يوسف، الطلعة، آيت عيسى إبراهيم، وقصر أولاد محية) التابعة لنفوذ جماعة امحاميد الغزلان، جراء ارتفاع منسوب واد درعة الذي غمر القنطرة الوحيدة التي تربط الضفة الجنوبية بالشمالية بالمنطقة. وتسببت هذه الأمطار في قطع الطريق الرئيسية الوحيدة التي تربط مدينة زاكورة بامحاميد الغزلان عند «وادي الفيجاء»، مدة ثلاثة أيام تقريبا، وهو ما فوَت على العديد من السياح مواعيد سفرهم، بعدما تعذر عليهم الالتحاق بمطار ورزازات. فيما أجبر مجموعة من المواطنين على الانتظار ساعات طويلة داخل وسائل النقل حتى انخفاض منسوب مياه الواد للعبور. واضطر عدد من السياح، كانوا على متن سيارتهم، بمنطقة تسمى «بركان»، تبعد ب15 كيلومترا عن امحاميد الغزلان، إلى قضاء ليلة بكاملها تحت الأمطار، يؤكد مصدر «المساء»، بعد أن أغرقت المياه سيارتهم وعجزوا عن إتمام رحلتهم في اتجاه زاكورة. وتحدثت مصادر متطابقة عن أن أزيد من 30 منزلا انهارت بامحاميد الغزلان وحدها، منها ما تهدم كليا أو تهاوى جزء منه، لأن المنازل مبنية بالطين فقط. وقد غمرت المياه العشرات منها، فيما دمرت مجموعة من المخيمات السياحية بالكامل بمنطقة «شكاكة» السياحية، التي قالت إن عددا من منظمي الرحلات السياحية بالمنطقة تكبدوا خسائر فادحة، بعد أن جرفت المياه معداتهم العملية، التي فاقت قيمتها 50 مليون درهم، حسب أحد المنظمين. و لم يخف بعض السكان تذمرهم من طريقة تعامل السلطات المسؤولة بالمنطقة مع الكارثة، في اتصال ل«المساء» مع عدد منهم، إذ اكتفت بالصمت فقط، حسب ما صرح به أحدهم، علما أن هذا المشكل يتكرر دائما مع أي موسم تتساقط فيه كميات مهمة من الأمطار. وأكد بعض السكان أن الطرق بالمنطقة غير صالحة في الأجواء العادية، فكيف يمكن أن تكون في حال وجود فيضانات، وطالبوا بإصلاح الطرق و بناء القناطر وحفر مجار لمياه الأمطار التي طمستها الرمال بعد سنين طويلة من الجفاف. يذكر أن هذه الأمطار تشكل استثناء بالنسبة إلى منطقة امحاميد الغزلان التي عاشت ما يفوق 15 سنة من الجفاف الحاد. واتصلت «المساء» بعدد من الجهات الرسمية بالمنطقة لأخذ تصريحاتها بخصوص حجم الخسائر التي خلفتها الأمطار التي عرفتها المنطقة إلا أن الأمر تعذر.