تداولت الأخيار بداية الموسم الدراسي والجامعي الحالي بسوس نبأ تدفق شواهد الباكلوريا على الجامعات المغربية من طرف مهربين مغاربة لصالح من يبحث على هذه الشهادة للتسجيل بإحدى الكليات، مقابل مبلغ مالي يتراوح بين 7000 درهم و 10000 درهم، وحسب مصادر بالمنطقة أكدت العديد من المؤشرات صحة الخبر، كما تأكد لنا حصول هؤلاء على معادلة للشهادة المذكورة من طرف وزارة التربية الوطنية المغربية حسب القانون الجاري به العمل في شأن معادلة شواهد التعليم الأجنبية. وهكذا أجرينا اتصالات ببعض ممثلي جامعة ابن زهر وكلية الشريعة باكادير فعلمنا أن عدد من هذه الشواهد موجودة في سجلات كليات الشريعة وكلية الحقوق وكلية الآداب لطلبة مغاربة في الغالب كبار في السن ، وقالت المصادر المذكورة أنها لا تعرف إن كانت هذه الشواهد مهربة ومزورة فعلا ، كما أكد لنا مصدر من كلية الشريعة أن إدارة الكلية رفضت بداية هذه السنة تسجيل 25 طالب يحملون شواهد الباكلوريا من موريطانيا لكونها صدرت عن وزارة التهذيب الموريطانية السنة الماضية والكلية هذه السنة لم تقبل إلا شواهد السنة الحالية . وما أثار الشكوك أكثر لدى إدارة كلية الشريعة،هو أنها سبق أن سجلت في السنة الماضية، أشخاصا مغاربة"فقهاء/طلبة وأئمة"حاملين لشواهد من موريتانيا،ثم سرعان ما تزايد عددهم في السنة الحالية،مع أن ظروف متابعة هؤلاء لدراستهم بموريتانيا أوفي أحسن الأحوال اجتيازهم لإختبارات الباكلوريا الحرة هناك،تظل غامضة،مع العلم أن عدة مصادر أفادت أن بعض فقهاء المساجد بتالوين واشتوكة أيت باها مثلا،ممن حصل على باكلوريا موريتانية،لم يسبق له أن برح منطقته إطلاقا،بل لم يعرف عنه أنه غادر التراب الوطني أو تابع دراسته بإحدى ثانويات نواكشوط في يوم من الأيام،مما يؤكد فرضية شراء هذه الباكلوريا من سماسرة ووسطاء مختصين في ذلك مقابل مبالغ مالية. وفي سياق هذا التشكيك،قال أستاذ جامعي "للمساء" إننا لا نطعن بتاتا في مصداقية الشواهد العلمية المسلمة من مختلف المعاهد والمؤسسات التعليمية الثانوية والجامعية التي حصل عليها بعض المغاربة الذين يتابعون دراستهم هناك بنواكشوط،وبالتالي لا مجال لتعميم ما جرى على الجميع،ولكن هناك أناس لم يعرف عنهم،أنهم تخطوا قط عتبات مناطقهم وأقاليمهم أو غابوا عنها،ثم نفاجأ بحصولهم،في ليلة ونهار،على شهادة الباكلوريا من موريتانيا. وأضاف المتحدث أن فتح تحقيق من قبل وزارتي التربية الوطنية والأوقاف والشؤون الإسلامية ،فضلا عن وزارة التهذيب الوطني بموريتانيا،حول حقيقة شواهد الباكلوريا المسلمة لهؤلاء الطلبة واغلبهم أئمة وفقهاء،والموقعة والمختومة بطابع وزارةالتهذيب الوطني بموريتانيا( انظر نموذجا مرفقا)،ويكثف التحري والتقصي من طرف مسؤولي البلدين في شأن لوائح الحضور وقوائم أسماء المرشحين الذين اجتازوا امتحانات الباكلوريا بموريتانيا،للتأكد من مدى حضور هؤلاء وقت إجراء الامتحانات، والكيفية التي تم بها تسجيلهم هناك،وطريقة الدخول إلى التراب الموريتاني ،ومدى توفرهم على جوازات السفر التي من المفترض أنها لازالت تحتفظ على تأشيرات الدخول والخروج من موريتانيا في المدة التي أجريت فيها الإمتحانات.