بعث سكان دور الصفيح من منكوبي زلزال عام 1960 برسالة إلى الديوان الملكي يستنجدون بجلالته من جراء ما يتعرضون له من ظلم وتنكيل بهم من خلال العملية المسماة بإعادة إيواء سكان دور الصفيح، وقال هؤلاء لجريدة "سوس انفو" انهم ينتظرون من ملك البلاد التفاتة مولوية لانقادهم من بطش السلطة و المنتخبين كما عهدوا ذلك في المغفور له محمد الخامس حين نشلهم من زلزال 1960 وأسكنهم بالأحياء الصفيحية بانزا والمغفور له الحسن الثاني الذي أمر بتمتعهم بالماء والكهرباء إلى حين إعادة إسكانهم ..واليوم في عهد محمد السادس يأتي من يزعم انه يطبق التعليمات الملكية "فهل يرضى الملك بتشريدنا باسمه لا نظن ذلك" يؤكد سكان بلوك "ب " بانزا .وقد بعث هؤلاء برسائل مماثلة إلى ديوان المظالم والوزير الأول والهيئات الحقوقية مباشرة بعد منعهم من التظاهر والاحتجاجات بانزا بداية الأسبوع الجاري اثر إبلاغهم من طرف السلطة بإفراغ مساكنهم لهدمها، على أساس استفادتهم من بقع أرضية، المسألة التي يرفضونها جملة وتفصيلا. تقول الرسالة التي حصلنا على نسخة منها: "لنا عظيم الشرف نحن أعضاء جمعية منكوبي زلزال أكادير 1960 القاطنين بدور الصفيح بأنزا مدة 48 سنة، و انطلاقا من إحساسنا العميق بالغبن و مكابدتنا لشتى أساليب التهميش و الإقصاء الممارس في حقنا منذ عقود خلت، أن نناشد في رسالتنا هذه جلالة الملك لكي يلتفت إلى معاناتنا و تظلمنا هو المرفوع ضد كل من يساهم في محاولة تشريدنا و مساومتنا بشن حملات ترحيل فسرية لا تخضع لأية معايير قانونية أو أعراف إنسانية في إطار ما اصطلح عليه بعملية إعادة إيواء سكان دور الصفيح". وأضافت رسالة المعنيين إلى الملك أن عملية إعادة إيواء سكان دور الصفيح تم إفراغها من مدلولها و سياقها الاجتماعي بإجبار سكان دور الصفيح بإخلاء و هدم براريكهم بأساليب لا يقبلها عقل من يعيش في الألفية الثالثة حيث تم تشريد مجموعة من السكان الذين لجؤوا إلى كراء مساكن بأثمنة غير قادرين علي أدائها، الشيء الذي دفع هؤلاء إلى بيع ممتلكاتهم قصد تسديد الديون في انتظار بقعة أرضية لا يملك الكثير منهم سوى النظر إليها.أما بالنسبة لأبنائهم التلاميذ فقد أشارت إحصائيات أن غالبية من شملهم الهذر المدرسي و الانقطاع على الدراسة و الرسوب هم من المنحدرين من هذه الأحياء الصفيحية. إن ما يستدعي التأمل ، يؤكد منكوبي انزا، هو حجم الإشاعات التي رافقت هذه العملية المشؤومة و التي تزعم معظمها بأنها تجري بمباركة جهات عليا. هل يحق لأي كان أن يتصور هذه الفوضى الجارفة التي مهدت لها السلطات المحلية و المجالس المتعاقبة على المدينة حيث جعلت من ارض أنزا ملكا مشاعا لها دون مراعاة حقوق سكان دور الصفيح؟؟ ثم إذا كان هذا مصير الوافدين الجدد، غير الملومين، فماذا عن مصير من تعرضوا لنكبة زلزال 1960 الحاملين لمجموعة من الوثائق التي تشهد على النكبة، و ما رافقتها من آثار نفسية واجتماعية. فبعد إجلائهم من احياء بمدينة اكادير تالبرجت، احشاش، فونتي، القصبة، تم إيوائهم بمنطقة أنزا إلى جانب منكوبين من عين المكان. حيث لزموا الخيام لمدة تقارب السنة، ليتم بعد ذلك إنشاء براريك من القصدير و القصب و الكونطربلاكي مازال البعض يقطنها من المنكوبين إلى حد الآن كما هو الأمر بالنسبة لبلوك B، أما بالنسبة لبلوك C.E.A فقد تم ترحيلهم إلى براريك أخرى، وتوزيعهم على جانب شاطئ البحر و بناء المشروع المسمى تجزئة الوحدة بأماكنهم ، المشروع الذي لم يستفد منه غالبية المنكوبون وباقي الوافدين الجدد، دون أية التفاتة ممن كانوا ينتظرون الإنصاف...لتتوالى بالتالي عدد السنوات منذ زلزال 1960 إلى 48 عاما في سكن غير لائق و "مازلنا ننتظر.."العبارة التي اختتم بها منكوبي دور الصفيح بانزا رسالتهم.