بحضور الكاتب العام لاتحاد كتاب المغرب فرع أكَادير د. عبد النبي ذاكر، ومدير نادي الصحافة الجهوية الأستاذ العمالكي سعودي، والمخرج المسرحي المقتدر د.محمد جلال أعراب، وعدد من المبدعين والفنانين التشكيليين والموسيقيين والأساتذة، نظَّم "محترف أونامير" للمسرح مساء يوم السبت 28 يونيو 2008، حفل اختتام دورة تكوينية لفائدة الممثلين بمدينة أكَادير، دامت أربعة أشهر. وخلال الحفل وزِّعت شواهد المشاركة على المستفيدين من هذه الدورة وهم: يونس بيشار، عزيز الإدريسي، أمينة السوسي، يوسف العيضوس، جميلة آيت بلال، منار الكواس، الحبيب رديد، عبد النبي الهري، هشام أصوباي، سلوى اعْبابو، رشيد الرصفاتو. وجدير بالذكر أن الدورة التدريبية المذكورة تشكل حلقة في سلسلة من التربصات والأوراش والأيام التكوينية التي يخصصها الكاتب المسرحي والمخرج الأستاذ عبد القادر اعبابو سنويا لفائدة الطلبة والتلاميذ وعموم الفنانين الذين تحتاج مواهبهم إلى صقل وتقويم وتوجيه. والمتمرسين بهذا الميدان، يدركون ولا شك شُحَّ الساحة العربية في وجود كُنّاشات الممثل. فباستثناء الإشارات السينوغرافية التي تتخلل بعض التجارب المسرحية، تكاد التجارب التي تُعنى بتكوين الممثل وتدريبه، تُعَّدُّ على رؤوس الأصابع. ونحن نعتبر تجربة الأستاذ اعبابو في أوراشه المفتوحة محاولة لسد هذا الخصاص الذي يعتري الممثلين، حتى المحترفين منهم. وانطلاقا من قناعات الرجل الجمالية والفنية، وتجربته في الإخراج الجدلي، يحاول تقديم دروس نظرية وتطبيقية عن الممثل والحركة والجسد. وهو لا ينكر أنه عندما يطرح تاريخ الحركة من "فن الإيماء" وغيره لا يُغفِل تاريخ التجارب المسرحية المختلفة بمدارسها، ليقدِّم بعد ذلك قناعاته الخاصة في إطار التجريب. وما أنجزه الأستاذ اعبابو لحد الآن من مسرحيات يخضع لهذه القناعة التي لا تتقوقع على الذات، بقدر ما تنفتح على تجارب عالمية كتجربة بريخت وتجربة غروتوفسكي، وغيرهما. ومعروف أن الأستاذ اعبابو سواء في كتاباته المسرحية أو في أعماله الإخراجية، ينطلق من ثقافته الشعبية المحلية والوطنية والعربية والإفريقية، دون أن ينكر أهمية التجارب العالمية التي يضع قدميه في خريطتها. لقد أخذ الأستاذ اعبابو على عاتقه، في "محترف أونامير"، فتح باب التكوين المسرحي الرصين لتطوير وتحسين أداء الممثل، فقدَّم ويقدِّم دروسا دقيقة تلقِّن الممثل ماذا يفعل فوق الخشبة؟ ولماذا يفعل ما يفعله؟ وكيف ينجز دوره؟ وبهذه الدروس النظرية والتطبيقة، يضع جماليات وتقنيات التمثيل تحت المجهر، ليكون الممثل على بيِّنة من أمره، ومن فعله داخل فضاء الخشبة. فالتمثيل حسب الأستاذ اعبابو إبداع مبني على أسس ذات طابع إبداعي، لكن أيضا على أسس ذات طابع ثقافي وعلمي وفكري وفلسفي. وينبغي أن يلِمّ الممثل بمختلف هذه الجوانب الثاوية خلف العملية الإبداعية. ولا تفوتنا الإشارة في هذا السياق إلى أن "محترف أونامير" يحاول تأسيس تجربة جديدة، تتمثل في إحداث: "مركز أونامير للتكوين المسرحي" طيلة السنة، يفيد منه المهتمون صغارا وكبارا، من خلال دروس نظرية وتطبيقية ترعاها أطر عليا متخصصة في هذا المجال. وقد اختُتِم الحفل بمشهد مسرحي مرتجل من إنجاز الأفراد الذي خضعوا للتدريب، أَعقَبَتْه نبرات على العود أتحف بها جمهور الحاضرين العازف المتمكِّن تَلات نجيب من "فرقة الجوّالة".