دشن مسرح «أونامير» بأكَاديرمنذ أربعة أشهر، تقليدا ثقافيا جديدا، من خلال عقد لقاءات شهرية مفتوحة ، مع مختلف الفنانين المحليين، سواء في الموسيقى ، الشعر ، المسرح أو الإخراج السنيمائي، كان آخرها لقاء حميمي تلقائي وعفوي مع الفنان المسرحي الساخر حسن فلان خلال شهر يناير الجاري، باعتباره ابن سوس ينحدر من منطقة «تمسية» . هذا، في الوقت الذي استضاف فيه مسرح «أونامير» ضمن برنامجه السنوي للموسم 2008 2009، الفنان عبدالرحيم أهشوم، وهو موسيقي وملحن، من قدماء الموسيقيين بأكَادير، حيث التقى مع نخبة من المثقفين والفنانين والباحثين يوم 26 شتنبر 2008 . ثم استضاف في يوم 3 نونبر 2008، الشاعر الأمازيغي محمد واكَرار، وبعده المخرج السينمائي عبد الله داري، يوم 5 دجنبر 2008، في انتظار أن يستقبل في الشهرالقادم فنانا تشكيليا محليا ضمن برنامج مسطر طوال السنة. وحسب تصريح رئيس نادي مسرح «أونامير»، المخرج المسرحي عبد القادرعبابو، فهذا المعطى الثقافي الجديد، هو الأول من نوعه على مستوى أكَادير والجهات الجنوبية عموما، يروم من خلاله النادي المسرحي ترسيخ حميمية اللقاء، من خلال استضافة فنانين محليين، كتجربة أولى في أفق الإنفتاح على فنانين مغاربة ثم أجانب في السنين المقبلة، بغاية تقريبهم إلى جمهورهم، لمحاورتهم في عدة قضايا فنية وشخصية، في جو حميمي تطبعه التلقائية والعفوية بعيدا عن الرقابة الذاتية والطابوهات المقيدة، وذلك لضمان القيمة الثقافية والفنية والحميمية للقاءات التي قرر هذا النادي تنظيمها. حميمية اللقاء، تنزاح كليا عن شكل المحاضرة واللقاء الرسمي التي اعتدناهما في القاعات العمومية، بل هو تجربة جديدة تتيح الفرصة للفنان للتعبير أكثر وبحرية مطلقة لا تخضع أحيانا حتى للرقابة الذاتية، من خلال الدردشة العفوية مع المستضاف ومحاورته، مع تقديم بطاقة فنية عن حياته الإنسانية وأعماله الفنية.. وبعدها تعطى الكلمة للفنان، ثم للجمهور ، حيث يحاور الفنان بكل تلقائية، ويطرح عليه أسئلة متعلقة سواء بأعماله المنجزة ومشاريعه الفنية المستقبلية أو بحياته الشخصية، ليجيب عليها في النهاية. وتبقى في النهاية، هذه اللقاءات الحميمية نقلة نوعية في حياة مسرح «أونامير» ، من أجل المزاوجة بين عدة أعمال فنية لملء الفراغ الثقافي الذي تعاني منه، للأسف الشديد، الساحة الفنية حاليا. وهي في كل هذا وذاك، وكما صرح لنا المخرج المسرحي عبد القادر عبابو، بقوله: «محاولة جريئة لإرجاع سلوك ثقافي بهذه المدينة من خلال تنشيط مقرنا أولا، والإنفتاح على فعاليات الجهة ثانيا، وإعلان رفضنا واستنكارنا لهجمة الكسل والتهاون التي أصابت العديد من مثقفينا ثالثا، وإرسال رسائل مشفرة وصريحة لتحسيس محيطنا بأننا لم نمت بعد، لقد عشنا من أجل الفن عامة والمسرح خاصة، وسنموت من أجلهما».