ضمن تقليد ثقافي دأب على تنظيمه بشكل شهري، مسرح أوناميربأكَادير، استضاف هذا الأخيرفي شهر يناير الجاري ، الفنان التشكيلي لمام دجيمي، في لقاء مفتوح للوقوف على الجوانب الفنية.. التي طبعت مسيرته والمسارب الإبداعية التي قطعها في تجربته مع الريشة والتشكيل عموما. اللقاء الثقافي المفتوح استهله مديرمسرح أونامير عبد القادرعبابو بكلمة أشار فيها إلى أهمية استضافة كل شهرفنانين ومبدعين محليين ووطنيين، لتوطيد العلاقة بينهم وبين المتلقين ومنحهم فرصة المناقشة والتداول في قضايا الفكر والإبداع والفن،زيادة إلى الإصغاء إلى فنانين طالهم النسيان والمحو. أمام بخصوص تجربة الفنان لمام دجيمي على مستوى التشكيل، فقد تطرق إليها بإسهاب وتدقيق، الناقد إبراهيم الحيسن الذي وقف عند أهم محطاته الفنية، بدءا بمرحلة التكوين المدرسي الأكاديمي ومعانقته الريشة رغبة وعشقا، وتعلمه لأبجديات قواعد الرسم وأصول التلوين، ثم مرحلة النتوءات والبروزات منذ عام 1995، واهتمامه في البداية باللونين الأحمر والأسود، ثم المرحلة التشخيصية التعبيرية بدءا من سنة1999،التي تميزت باستهواء الفنان للتراث الشعبي الصحراوي وخاصة الحلي والأزياء التقليدية والمشغولات الجلدية. واستطرد الحسين، في تقديمه أن لمام دجيمي، أنه لم يكن يحفل بالجانب الواقعي لهذه القطع التراثية، بقدرما كان اهتمامه منصبا على الدلالات والرموز وما توحي إليه من تعبيرات مختلفة، جاعلا منها لغة تشكيلية وأيقونية في آن واحد. حيث ذكر أن باجتهاده وبحثه المتواصل، استطاع تخطي هذه المرحلة إلى مرحلة الكاليغرافيا التجريدية التي تمثلت في أعمال صباغية مفعمة بتخطيطات متشابكة ومكثفة في شكل تواقيع سريعة ، مستخدما فيها تقنيات تلوينية جديدة كالأصباغ بالرمل والأحبار ومسحوق الجوزو الرخام إلى جانب مواد لزجة تقوم بدورالإلصاق. ثم وقف الناقد التشكيلي عند المرحلة الأخيرة التي بصمها الفنان بلوحاته بتجربته الجديدة،من خلال اهتمامه بالتراث الأركيولوجي الصحراوي، الذي لفت انتباهه لما زارميدانيا عدة مواقع أثرية بإقليم السمارة، فوقف على ما تعرضت له الصخورالمنقوشة من إتلاف ونهب وخدش وتدمير من بعض شركات مقالع الأحجاروبعض منعدمي الضمير الذين حولوا هذه الذخائر والكنوز الصحراوية إلى قطع للتسليع والمتاجرة والتهريب نحو الخارج.وقد انطبعت تلك الآثار الصخرية في مخيلة لمام دجيمي، فوجدت ظلالها ورسوماتها في لوحاته، من خلال خيالات هلامية متطايرة ومتراكبة لحيوانات وزواحف وكتابات ورموز شغلت كثيرا النقوش الصخرية بالصحراء.