سالت دموع الفرح على خذ الفنان الشاب “بوحسين فلان” أثناء سرد الصحفي “عبدالله اكويتة” لتعريف بسيط له، ووقف الحضور وعلت التصفيقات احتراما وتشجيعا لهذا الشاب الأمازيغي الذي مثل منطقة أكادير في المحافل الفنية العالمية وأمام فنانين كبار بآلته الساحرة الرباب. بعدها سيصعد المنصة الكوميدي المعروف حسن فولان ليقدم له الدرع والورود، ويثني على الإبن الذي لم تلده زوجته، و لتدمع مرة أخرى مقلتي بوحسين، ويقدم شكرا خاصا لكل من التفت إليه وساعده في مشواره وخاصة عائلته التي كانت حاضرة لتشهد معه أول تكريم له في المنطقة. هكذا كانت جائزة الموسيقى من نصيب سفير آلة الرباب بالعالم، والذي شارك كبار الفنانين العالميين في دويتوهات غنائية، واختير كأمهر عازف على الرباب عدة مرات، الفنان “بوحسين فولان”. وفي دردشة مع “نبراس الشباب” اعتبر “فلان” أن هذا التكريم هو تشجيع له لأنه في مشواره الكثير سيعطيه للموسيقى الأمازيغية من أجل أن يصل هذا الثرات التقليدي إلى العالم لأن الرباب شعار كل مغربي أمازيغي وآلة تعطي إحساسا وسحرا للأذن”. كان ذلك في اختتام فعاليات الدورة الثالثة من ملتقى أسنفلول للمبدعين الشباب، على نغمات موسيقى مجموعة من الفنانين الأمازيغيين، وعلى رأسهم الفنان “يوبا”، في أول ظهور له بعد خروجه من السجن مؤخرا، على خلفية قضية شغلت الرأي العام المحلي والوطني خلال الشهر الماضي، والذي صرح ل “نبراس الشباب” بأنه سعيد بحضوره لهذا التكريم، وأن شباب المنطقة فكروا فيه، وشجعهم على الإستمرارية في تكريم الشباب”. وشهد حفل تتويج المبدعين الشباب بأكادير، تقديرا واعترافا لمجهوداتهم الفنية والأدبية طوال السنة، حضور عدد غفير من المهتمين والمبدعين. كانت جائزة الصورة من نصيب الفنان التشكيلي “محمد السراجي” لكونه يعمل في الظل ويجتهد في كل اللحظات لإظهار رونق وجمالية حرف تيفناغ. وآلت جائزة السينما والمسرح للفنان المتألق “حسن عليوي”، الذي شارك في عدة مسرحيات وأفلام وطنية، وبرهن على أنه أحد الأسس الفنية بمدينة الإنبعاث أكادير. وبالنسبة لجائزة أحسن فاعلة نسائية فآلت إلى المنتجة والمخرجة “كريمة موخاريج”، والتي برزت في العديد من المحطات الفنية والثقافية جهويا ووطنيا، في حين كانت جائزة الأدب من نصيب الشاعرة “خديجة أروهال”، كأول شابة من سوس تصدر ديوانها الشعري بالأمازيغية، والفائزة بجائزة الأدب صنف القصة، بالقناة الثانية سنة 2008. وقد عرفت الدورة الثالثة مشاركة أكثر من 100 مبدع في شتى المجالات الفنية، وندوتين ولقاءات مفتوحة و6 دورات تكوينية لفائدة الشباب. كما تم تنظيم حفلات وسهرات فنية لفائدة ساكنة أكادير، إحتفاء بشبابها المبدع، ومنها سهرة المرأة المبدعة، وسهرة الصورة، ثم حفل الموجة الجديدة للموسيقى بأكادير. الملتقى كان من تنظيم جمعية أباراز للإبداع الفني بشراكة مع مندوبية وزارة الثقافة والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وبتنسيق مع مختلف فعاليات وجمعيات المجتمع المدني لمدينة أكادير، استحضارا لذاكرة زلزال مدينة أكادير واحتفالا بمرور خمسين سنة على إعمارها.