«أبكي في بلدتي فرحا بهذا التكريم و اعتزازا بهذا الجمهور المضياف ...» بهذه العبارة المؤثرة استهلت الفنانة فاطمة هراندو المعروفة باسم راوية كلمتها التي و جهتها إلى الجمهور البنوري من فوق الخشبة يوم الخميس الماضي بمناسبة تكريمها رفقة فنانين وفنانات بمناسبة الدورة الثالثة لمهرجان الفيلم الكوميدي التي عرفت إقبالا جماهيريا كبيرا و حضورا قويا لأسماء لامعة في ميدان الفن المسرحي بالمغرب بصفة عامة منها الفنانات نجاة الوافي و الهام واعزيز و سلوى جوهر و نزهة بدر، بالإضافة إلى الفنانة راوية و الفنانون الحاج محمد الصعري و محمد لقلع و الجيلالي أوسوكا و عبد الوهاب أكليم بالإضافة إلى المكرمين في إطار هذا المهرجان الفنان بكر نور الدين و مصطفى سلمات و مصطفى تاه تاه. عرف مهرجان الفيلم الكوميدي في بدايته عرض شريط مصور من إخراج و تشخيص رئيس جمعية القيم الأربعة السيد محمد مساهل تحت عنوان « فيقوني « بمشاركة طاقات فنية واعدة من بنات و أبناء المدينة ممن يتملكهم حب التمثيل ، تدور وقائعه بين مدينة سيدي بنور و الجديدة و هو يعطي فكرة عن أهمية و فوائد التبرع بالدم و ما يمكن أن يستفيد منه المتبرع من تحليلات مجانية و فحوصات طبية ناهيك عن القيمة الأساسية و المتجلية في انقاد حياة الآخر حيث لقي العرض استحسان المتتبعين خصوصا منهم الفنانين الحاضرين باعتبار الشريط خطوة شجاعة نحو الإبداع و الابتكار في الميدان الفني. جريدة «الاتحاد الاشتراكي» التقت بالفنانين المكرمين و أخذت ارتساما تهم حول المهرجان و ما يمثل لهم هذا التكريم بمدينة تعد القلب النابض لمنطقة دكالة ... حيث جاءت التصريحات تؤكد عن مدى فرحتهم و افتخارهم بتذكار المهرجان الذي تسلموه بالإضافة إلى هدايا أخرى ترمز لأصالة و كرم المنطقة ، وقد كانت الفنانة راوية جد متأثرة بهذا الحدث حيث تقاطعت كلماتها ما من مرة نتيجة دموع الفرحة التي كانت تتسلل من عينيها ... فبالإضافة إلى ما يمثله مهرجان الفيلم الكوميدي من قيمة مضافة تهتم بهذا الصنف من الفن يقول الفنان مصطفى سلمات فإن الجهات المسؤولة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار هذا التحرك لجمعية القيم الأربعة بسيدي بنور خصوصا على مستوى وزارة الثقافة و ذلك بتوفير التجهيزات و الدعم اللازمين لإنجاح مثل هذه التظاهرة المتميزة و التي تستحق كل التشجيع و الأخذ بها إلى ما هو أفضل ... الفنان مصطفى تاه تاه الذي أبى إلا أن يحضر المهرجان رغم الدعوات التي تلقاها من جهات أخرى أكد كون مدينة سيدي بنور بالإضافة إلى ما تتميز به من تطور في مجال الفلاحة، فهي ترسم كذلك بهذا المهرجان الخطوات الأساسية للنهوض بالمجال الفني بصفة عامة بما يساهم في تألق المدينة طبقا للشعار المرفوع « سيدي بنور من الهامشية إلى النجومية ... يعد مهرجان الفيلم الكوميدي في نسخته الثالثة مناسبة لحضور وجوه واعدة من كتاب و شعراء لهم من المؤلفات و الدواوين ما جعل صيتهم يتجاوز حدود الوطن من أمثال الشاعر الطاهر لكنيزي و الكاتب الدكتور لحبيب الدايم ربي و القاص عز الدين الماعزي و كذا احمد شكر و عبد الله المتقي ...الذين أعطى تواجدهم بهذه الدورة ذلك التلاقح و التمازج ما بين الكلمة و النص و التمثيل ن وزاد من قوة إشعاع المهرجان ليس على صعيد دكالة فحسب بل على الصعيد الوطني. ومن اللحظات المؤثرة بمهرجان الفيلم الكوميدي هي تلك التي كان أثناءها الفنان الحاج محمد الصعري يقدم فيها الفنانين المكرمين ويعرف الحضور بمسارهم الفني و ما واجهوه من عقبات و صعاب في تحقيق اللذات و الصمود و الاستمرارية في الإبداع و العطاء ... لحظات اختلط فيها الفرح بدموع بعض المكرمين وتواضع هؤلاء بترحيب الحضور الذي لم يبخل منذ البداية على الوقوف و التصفيق مطولا و بحرارة على هؤلاء « راوية ، نور الدين بكر ، مصطفى سلمات ، مصطفى تاه تاه « احتراما و تشجيعا لهم من اجل المزيد.