فرضت الوضعية المزرية التي يعاني منها الموروث الثقافي لمدينة إنزكان، ظهور وعي لدى بعض من جمعيات النسيج الجمعوي بالمدينة بضرورة المحافظة على التراث لكونه أحد المقومات لكشف العمق الحضاري للمجتمعات الإنسانية، وباعتباره ثروة ثقافية وحضارية، لا يمكن أن تحتكر أو تدنس. في إطار مشروع يروم إعادة الإشعاع الثقافي والتراثي لمدينة إنزكان وإخراجها من الصورة النمطية كقطب تجاري، وجه مركز وادي سوس للدراسات والخدمات دعوة إلى الجمعيات الفاعلة بالمدينة –جمعية العهد الجديد للتنمية الاجتماعية، وجمعية فونتي للذاكرة والتراث، وجمعية تايوغت للثقافة والتنمية الاجتماعية، وجمعية شرفاء تراست، وجمعية أمل سوس، وجمعية أضواء تراست- لعقد اجتماع تشاوري حول ثلاث نقاط أساسية: - استثمار فضاء قصبة إنزكان كتراث معماري تاريخي. - إنشاء مركز للتوثيق وجمع المخطوطات. - إنشاء متحف يحافظ على هوية المنطقة. عقد الاجتماع يوم السبت 21 ماي 2011 على الساعة الرابعة بعد الزوال بمقر جمعية تايوغت للثقافة والتنمية الاجتماعية، استهله النائب الثاني لرئيس مركز وادي سوس للدراسات والخدمات بكلمة شَكَر من خلالها الجمعيات الحاضرة. وقدم ورقة تعريفية لمبادئ وأهداف المركز، ليذكر بالتوصيات المستقاة من اليوم الدراسي الذي نظم حول المخطوطات والوثائق والبحث العلمي ، والتي شكلت أرضية خصبة لاجتماع اليوم. نقشت مجموعة من المقترحات والمواضيع على طاولة الاجتماع التشاوري، التي تميزت بالتنوع والجدية في الطرح الملامس للوضعية المزرية لقصبة إنزكان التاريخية. واتفقت كل الإطراف على ضرورة الوقوف على الواقع المؤسف لهذا الموقع التراثي الذي يؤرخ للذاكرة التاريخية للمدينة. من أجل تبني مشروع يستهدف المحافظة على الظروف الملائمة لاستدامة التراث بالمدينة وحفظه من الاعتداءات البشرية والطبيعية. الطابع القانوني لقصبة انزكان والجهة المستغلة لهذا الموقع، كانت من أهم المواضيع التي نقشت بإسهاب في الاجتماع. في علاقة مع الطابع القانوني للقصبة إتفق أطراف الاجتماع على حتمية التقيد بالمساطر القانونية كأولوية لتفعيل وانجاح المشروع. كان اجتماع اليوم بداية مسلسل من الاجتماعات التشاورية لإخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود وتمكين المدينة من فضاء ثقافي كمصدر فهم للثقافة المحلية وتعزيزا لدورها في الحياة المعاصرة.