دعا عامل عمالة سلا العلمي الزبادي مختلف الفاعلين بالمدينة من منتخبين وجمعويين إلى الترافع لدى منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) من أجل تصنيف مدينة سلا العتيقة ضمن قائمة التراث العالمي. وقال الزبادي في كلمة له أول أمس السبت، خلال منتدى سلا الثاني الذي نظمته جمعية سلا المستقبل تحت شعار «سلا.. تراث حي» في إطار الشراكة مع الاتحاد الأوروبي ضمن برنامج «أوروميد - تراث 4»، إن «هناك مدنا مصنفة في قائمة التراث العالمي أقل مستوى من حيث المكانة التاريخية والحضارية بالمقارنة مع مدينة سلا» مشيرا إلى أن المدينة العتيقة بسلا تستحق أن تكون في قائمة التراث العالمي، وهو ما يتطلب في نظره إعداد ملف متكامل حول المدينة وشريط وثائقي حول المآثر التاريخية التي تزخر بها وخاصة حول أبواب المدينة السبعة. ومن جانبه، اعتبر إسماعيل العلوي رئيس جمعية سلا المستقبل، خلال افتتاح فعاليات المنتدى، أن انقاد المدينة العتيقة بسلا تستحق عناية الجميع من مجتمع مدني ومنتخبين وسلطات محلية، مشيرا إلى أهمية الحفاظ على التراث الحضاري والثقافي لهذه المدينة. وبدوره، اعتبر عمدة المدينة نور الدين الأزرق في كلمة له بالمناسبة، أن هناك وعي جماعي بأن المدينة العتيقة هي مسؤولية الجميع، كما أن التراث الحضاري لسلا هو ملك مشترك، يجب النهوض به بشكل جماعي. وقال العمدة إن الحالة التي توجد عليها المدينة العتيقة لا تشرف أحد. وأكد نور الدين شماعو رئيس جمعية أبي رقراق على أهمية تفعيل الاتفاقيات المتعلقة بتأهيل المدينة العتيقة، والتي قال إن العديد منها أصبح مجمدا، مبرزا أيضا ضرورة ربط مشروع تهيئة ضفتي أبي رقراق بالمدينة العتيقة. وقد خلص المنتدى الذي شارك فيه أساتذة باحثون وفاعلون جمعويون بالإضافة تلاميذ المؤسسات التعليمية، إلى مجموعة من المقترحات العملية التي من شأنها الرقي بالموروث الحضاري والثقافي للمدينة، وهكذا دعا المنتدى في نسخته الثانية إلى ضرورة ترميم باب لمرسية وربطه بباب دار الصناعة وخلق مدار سياحي بالمدينة العتيقة، والعناية بالتراث اللامادي للمدينة المتمثل أساسا في موكب الشموع الذي ينظم سنويا وتنفرد به مدينة سلا، كما أوصى المشاركون بضرورة إحداث متحف جهوي خاص بالجهاد البحري، وإنجاز مطويات وكتب حول تاريخ المدينة العتيقة، لتعريف الناشئة بما تزخر به المدينة من تراث حضاري وثقافي. يشار إلى هذا المنتدى الذي دأبت جمعية سلا المستقبل على تنظميه، يسعى إلى تكريس اعتراف السلطات المحلية وساكنة المدينة بالمعمار التقليدي كعنصر للهوية الثقافية، لكونها تجسد إمكانية هامة من أجل المساهمة في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية المحلية. بالإضافة إلى وضع أسس لمقاربة جديدة للعمل انطلاقا من إطار جديد للحكامة يقسم المجال إلى مجموعة من الأنشطة الموجه بالأساس إلى دعم وتثمين المعمار التقليدي. بالإضافة إلى ترسيخ حكامة جيدة في مجال التراث الثقافي عبرضمان مشاركة فعالة للمواطنين. ويهدف هذا المنتدى الثاني، الذي ينظم بعد سنة من المنتدى الأول، تحديد الأنشطة المقترحة من أجل حماية والنهوض بالتراث الثقافي المادي واللامادي للمدينة، علما أن التراث يشكل رافعة أساسية للتنمية المستدامة ويمكن من الرقي بالسياحة والصناعة التقليدية.