تعتبر الحركة البدنية عاملا أساسيا في الحفاظ على الصحة حتى قيل : (لو كان بالإمكان تعبئة منافع المشي والتمارين الرياضية في زجاجة ،لأصبحت الدواء الوحيد والأكثر رواجا في العالم لأمراض العصر). وتقديرا للأهمية الصحية لفوائد السير والجولان داخل المدن مشيا أو بالدراجة الهوائية ، عقد المعهد العربي لإنماء المدن ومنظمة أركان سوس للتنمية والمحافظة على البيئة وبشراكة مع المجلس الجماعي لاكادير وجهة سوس ماسة درعة، مؤتمرا علميا طيلة أيام 26-30 ابريل 2011م تمحورت أوراقه العلمية حول السير والجولان داخل المدن والمحافظة على البيئة ، بهدف إبراز دور المدن والبلديات والأجهزة ذات الصلة في تعزيز النشاط البدني من اجل الصحة والمحافظة على البيئة.ويأتي اختيار موضوع المؤتمر لدق ناقوس الخطر الذي يهدد سكان المدن نتيجة التكنولوجية الحديثة وتصاميم المدن المرتكزة على تسهيل حركة الآلة على حساب النشاط البدني للإنسان،ما جعل أمراض العصر الناتجة عن تدهور البيئة والسمنة و الخمول تنتشر بسرعة خطيرة ومخيفة،أصبحت تشكل عبئا ثقيلا على اقتصاد الدول. وقد أجمعت البحوث والأوراق العلمية ونقاشات الحاضرين بالمؤتمر على إبراز أهمية الحركة البدنية للإنسان وإعادة النظر في تصاميم المدن لجعلها أكثر إنسانية تعطي للسير والجولان داخلها مشيا على الأقدام آو الدراجات النارية الأولوية وتقلص من استعمال الآلة، حيث أثارت ضرورة التصدي بحزم للأعمال التجارية التي تعتدي على حقوق الراجلين في استغلال الأماكن المعدة للسير والجولان في ظروف مريحة. و إعطاء العناية اللازمة في التصميمات لمضامير المشي والحدائق والمنتزهات مع تكثير مساحات الوقوف الصغيرة والآمنة باعتماد الشوارع والأزقة الملتوية التي تفرض على السكان التخلي عن استعمال السيارة لصالح المشي وركوب الدراجة الهوائية،مما يتيح إعادة اللحمة للعلاقات الإنسانية ويسمح بتبادل الحديث بين الناس والتعارف وشيوع الأمن. الصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى وبما إن الحفاظ على الصحة ضرورة حياتية ، والحفاظ على البيئة والمشي من وسائل محاربة العلل التي قد تصيبها ،فلنخطو جميعا الخطوة الأولى في جعل مدننا مدنا إنسانية أكثر يتم التخلي فيها عن الآلة والسيارة لفائدة الحركة الطبيعية للبدن كي نحافظ على العيش في صحة جيدة ونساهم جميعا في التنمية المنشودة.