على هامش المعرض الجهوي للكتاب الذي نظمته المديرية الجهوية للثقافة بأكادير، وبتنسيق مع مجلة أدليس المهتمة بالعلوم السياسية والاجتماعية والإنسانية التي يديرها الباحث أحمد الخنبوبي ،تم تنظيم ندوة فكرية يوم السبت 23 أبريل 2011 شارك فيها كل من عبد اللطيف حسن حسني مدير مجلة وجهة نظر ،وعبد الصمد بلكبير مدير مجلة الملتقى ،وعز الدين بونيت الباحث والمدير الجهوي للثقافة بأكادير ،إضافة إلى محمد خطابي مدير مجلة قراءات. وفي مستهل الندوة أشار أحمد الخنبوبي إلى أهمية موضوع الندوة لاسيما في خضم النقاش الدائر حول الإصلاحات السياسية والدستورية بالمغرب وتحركات حركة 20 فبراير، مشيرا إلى أنه لا تغيير سياسي بدون تغيير فكري ،ولا ثورة بدون معرفة وبدون علم وبدون أفكار سياسية واعية ،مركزا على الدور التاريخي الذي لعبته المنابر الإعلامية الثقافية والفكرية والعلمية بالمغرب التي أنشأها باحثون وأدباء منذ فجر الاستقلال إلى الآن كمجلة رسالة الأديب للحبيب الفرقاني ولام أليف وأنفاس وغيرها.من جهته اعتبر عبد اللطيف حسني تجربة مجلة وجهة تكملة للتجارب السالفة الذكر لكن بتصورات جديدة للوضع الراهن للمغرب مشيرا إلى الملفات الفكرية والسياسية التي كانت المجلة سباقة إلى طرحها للنقاش والتحليل العميق بالمغرب كالانتقال الديموقراطي والإصلاح الدستوري والملكية والإسلام السياسي،مذكرا بمحطات أساسية ميزت مسيرة المجلة تمثلت بالأساس في أول عدد صدر في ظروف مادية صعبة وثانيا في الحجز والإتلاف الذي تعرض له أحد أعداد المجلة من طرف السلطات المغربية وأخيرا إلى امتناع وزارة الاتصال عن تسليمه بطاقة الصحافة المهنية رغم استيفاء كل الشروط المطلوبة في خرق سافر للقوانين.أما عبد الصمد بلكبير فاعتبر أن المجلات الفكرية هي في منزلة بين الكتاب والصحيفة الإخبارية ،مشيرا إلى العلاقة الوطيدة بين الإعلام والدولة والمحاولات التاريخية للدول التحكم واحتكار الخبر والمعلومة والمعرفة لأنها مفاتيح الحكم والتسلط،كما أشار إلى أن جزءا من المنابر الإعلامية بالمغرب لا تساهم في نشر ثقافة الديمقراطية وحقوق الإنسان بقدر ما تقوم بما وصفها فوضى خلاقة تهدف بها إلى حاجات في نفس يعقوب،كما أكد أن لا وجود نهائيا لصحافة مستقلة فالصحافة أساسا وسيلة سياسية لا أقل ولا أكثر.أما عز الدين بونيت فاعتبر تجربة المغرب في مجال الصحافة الفكرية والعلمية تعد مهمة ونموذجية رغم بعض الاكراهات التي تعترضها ,كما أشار إلى كونها كانت ولازالت متنفسا للتعبير عن الرأي بطرق أكثر اتزانا وعلمية ،مؤكدا على تشعب العلاقات بين المنظومة الثقافية والمنظومة السياسية في أي دولة من الدول.أما محمد خطابي فأشار إلى أهمية الصحافة العلمية والثقافية في كونها تعد بنكا للمعلومات بالنسبة للباحثين عن المعرفة ،وأشار إلى الاكراهات التي تعترض أغلب التجارب في ظل غياب وعي رسمي بأهمية هذا النوع الفريد من الإعلام.