ما يميز الحركة الاحتجاجية المغربية الراهنة التي أصبحت تتخذ اسمها الحركي " حركة 20 فبراير.." هو الحضور النسائي النوعي كرقم عددي حاضر في الحراك السياسي وكإطارات سياسية واعية بدورها الكبير في الإصلاح والتغيير. وقد لاحظنا ونحن نتابع التظاهرة الأولى ليوم الأحد 20 فبراير الماضي بمدينة أكادير الحضور الكبير للنساء، خاصة الشابات المناضلات اللواتي أتثن مشهد التظاهر والاحتجاج بقوة المشاركة في التعبئة ورفع الشعارات، وهذا يعطي للاحتجاج السلمي بالطبع خصوصية مغربية. أن الحضور النسائي ذو الطابع النضالي في الساحة السياسية المغربية، بما فيه الحضور الراهن للكوادر النسائية في حركة 20 فبراير، ليس وليد اليوم ولا من باب الصدفة، بل هو ثمرة نضالات نسائية نابعة من عمق المقاومة المغربية ضد الاستعمار، حيث كانت المرأة المغربية حاضرة في المعارك البطولية للشعب المغربي ضد المعمرين شأنها في ذلك شأن أخوها الرجل. كما أن نضالات ما بعد الاستعمار إبان فترة البناء الوطني للمغرب المستقل شاهد بدوره حضورا مهما للمرأة في هذا البناء،ولكن الانطلاقة الفعلية لنضالات المرأة ظهرت مع الزخم النضالي الذي واكب تأسيس "اليسار الجديد" مند منتصف الستينيات من القرن الماضي. وما الحضور النسائي النوعي والقوي في تظاهرات 20 فبراير إلا امتداد لهذه النضالات، التي قدمت العديد من النساء ضحين بحياتهن وتعرضنا للاعتقال ..، من اجل حركة نسائية مغربية مناضلة شعارها الديمقراطية والمساواة في الحقوق والواجبات..وكان العيد الأممي للنساء مناسبة متجددة للوقوف عند نضالات المرأة المغربية..وهذا هدفنا من تقديم ملفا كاملا على صفحات الجريدة ..وكل 8 مارس والمرأة المغربية في طريق التقدم.