واقع مخيف وغامض يهدد الأمن الصحي للمواطنين في مجال طب الأسنان، هو محور لقاء صحفي نظمته الفيدرالية الوطنية لنقابات أطباء الأسنان بالقطاع الخاص، بأحد فنادق مدينة أكادير مساء يوم السبت 19 دجنبر. اللقاء الإعلامي لهذه الفيدرالية يأتي في سياق عرض نتائج أشغال اللقاء الوطني للفيدرالية الذي انعقد بداية الشهر الجاري بمدينة الرباط، الذي خصص أساسا لعرض دراسة شملت أكثر من 1000 حالة مرضية خضعت لعلاجات من طرف ممارسين غير شرعيين في مجال طب الأسنان وتعرضت لمضاعفات خطيرة بإحدى عشرة (11) مدينة مغربية، بحيث أن ما يفوق 10.000 ممارس غير شرعي في مجال طب الأسنان يعرضون صحة المواطنين للخطر بالمغرب. وقد خلصت هذه الدراسة الميدانية إلى نتائج مخيفة، لكون 20% من الذين شملتهم الدراسة يعانون من أمراض مزمنة كالسكري وأمراض القلب والربو والالتهاب الكبدي وأمراض الكلي، بالإضافة إلى تعرض الكثير من هؤلاء إلى مضاعافات مرضية مترتبة عن خدمات الممارسين غير الشرعيين، ككسور الأسنان وعظامها وتعفن موضع القلع وتقيحات خارجية والنزيف الموضعي، بالإضافة إلى مضاعفات التعويض والمداواة. وقد أكد المتدخلون، أثناء اللقاء الصحفي بأكادير، أن هناك إجماعا وطنيا حول ضرورة التدخل لإنقاذ صحة المواطنين ورد الاعتبار لمهنة طب الأسنان بتقنين القطاع وتشديد المراقبة على فتح عيادات طب الأسنان واقتناء المعدات الطبية، بخلق لجنة وطنية دائمة تسهر على تدبير مهنة طب الأسنان في أفق القضاء على الممارسة غير الشرعية في هذا المجال.