يعتقد الكثيرون ان اكادير وجهة سياحية تنعم بالرفاهية ولا مكان فيها للفقر والهشاشة ولكن العكس هو الحاصل حيث تؤكد احصائيات رسمية ان المدينة ونواحيها تضم اكثر من 25 الف من السكان الذين يعيشون تحت عتبة الفقر رغم التحسن النسبي في محاربه. وتعرف تزايد معدل الهشاشة حيث انتقل هذا المعدل من 10,6% إلى 11,9% حسب معطيات للمندوبية السامية للتخطيط باكادير. وللإشارة فهذه المندوبية اعدت خريطة للفقر للمدينة معتمدة على معيار عتبة الفقر (Seuil de pauvreté) التي تُحدد بمستوى النفقات التي تمكن من الحصول على سلة دنيا من سلع الاستهلاك الغذائية وغير الغذائية. وتحتوي السلع الغذائية على الحد الأدنى للوجبة اليومية المحددة من طرف المنظمة العالمية للأغذية والزراعة (FAO) . وتقدر هذه العتبة خلال سنة 2007 ب 3834 درهم للفرد في السنة بالوسط الحضري و 3569 درهم للفرد في السنة بالوسط القروي، ومعيار نسبة الهشاشة (Taux de vulnérabilité) ، وهي فئة الأسر المعرضة للفقر، أي التي تعيش في مستوى غير بعيد عن عتبة الفقر والمهددة بالسقوط تحت هذه العتبة. واكدت الدراسة العلمية التي انجزتها مندوبية التخطيط باكادير، في اطار خريطة للفقر (Carte de pauvreté) على ضوء نتائج البحث الوطني المتعلق بمستوى معيشة الأسر المنجز خلال سنة 2007. وقد عرضتها مؤخرا بمناسبة الاعداد لبرامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة اكادير اداوتنان، لان معدل الفقر هو المؤشر الأكثر دلالة في مجال التنمية البشرية. والملاحظ ان معطيات هذا البحث مكنت من تحيين مختلف قياسات الفقر، مما بين أن اتجاه مؤشرات الفقر بعمالة أكادير إداوتنان في انخفاض متواصل بالوسطين الحضري والقروي ما بين 2004 و 2007. وهكذا خلال هذه الفترة تراجع هذا المعدل على مستوى أكادير إداوتنان من 8,9% إلى 4,3% . هذا التراجع في حدة الفقر شمل جميع جماعات العمالة، وعلى مستوى مدينة أكادير انتقل المعدل من 3,7% إلى 1,5%.ورغم هذا التقليص فلاتزال قرابة 25 ألف من السكان يعيشون تحت عتبة الفقر خلال مند سنة 2007. ورغم كذلك، الانخفاض النسبي المتواصل في مؤشرات الفقر بهذه العمالة يبقى معدل الهشاشة في تزايد حيث انتقل من 10,6% إلى 11,9%، مما يحتم على المسؤولين بدل المزيد من الجهود لمحاربة اسباب الهشاشة وانتشارها سواء بالجماعات القروية لاداوتنان او بالاحياء بمدينة اكادير. ويشار كذلك ان هذه المعطيات كشفت أن الفوارق تتقلص شيئا فشيئا بين سكان بوادي العمالة وسكان مدنها. رغم ضعفه فإن هذا التقليص للهوة بين المدن والبوادي هو خطوة أساسية نحو توحيد الفضاء الاجتماعي، وهو ثمرة إدماج للبادية في النشاط الاقتصادي والاجتماعي لان التحولات الطارئة على نمط عيش السكان تؤشر على هذا التطور حسب المصدر. واكدت الدراسة ان التراجع في مستويات الفقرباكادير ناتج عن بعض التقدم الحاصل في ميدان التجهيزات الاجتماعية والدمج الاجتماعي والشغل والسكن وتهيئة المجال القروي وتجهيزه، بالإضافة إلى تقوية تمدرس الفتيات القرويات، بفضل الأولوية التي أعطيت للتنمية البشرية من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي بدأت تؤتي أكلها حيث وفرت فرص عديدة لتنمية البنيات التحتية والاجتماعية وتشجيع إحداث مشاريع صغرى مدرة للدخل. وافادت ذات الدراسة ان معطيات خريطة الفقر تم استخراجها حسب الوحدات الجغرافية باعتماد مجموعة من المؤشرات حول ظروف معيشة الأسر، أبرزها مستوى نفقات الأسر والتركيبة الديمغرافية للأسرة والبنية الاجتماعية والمهنية؛ والتجهيزات المنزلية ومعطيات حول المنطقة التي تقطنها الأسرة. ويذكر انه على ضوء هذه المعطيات تم إبراز الجماعات القروية والأحياء الحضرية الأكثر احتياجا مما شكل أرضية لتحديد الاستهداف الترابي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية المتعلق بالشطر الثاني للمبادرة الممتد بين سنتي 2011 و2015. وهكذا استهدف هذا الشطر 6 جماعات قروية سجلت معدلا للفقر يعادل أو يفوق 14% وهي جماعة أزيار (19,9%) وجماعة تادرارت (17,8%) وجماعة تيقي (17,3%) وجماعة إيموزار (15,4%) وجماعة تامري (15,1%) وجماعة أقصري (14,9%). كما استهدف 12 حيا حضريا، تعد الأكثر احتياجا، وهي احياء سفوح الجبال 1 وسفوح الجبال2 وأغروض والحاجب ودوار العرب (بتكيوين) وأنزا العليا – تدارت وبير أنزران- الصويري (بتكيوين)وبنسركاو المركز وأساكا (بتكيوين) والخيام 2 والحي المحمدي والدراركة المركزوأورير المركز، وهي المناطق المعروفة بالمدينة بانتشار الفقر والبطالة والبناء العشوائي وجرائم السرقة والمخدرات.