جرت العادة أن يتم تعيين عون سلطة "شيخ أو مقدم" في العالم القروي بمباركة أو اقتراح فخدة أو قبيلة من القبائل لعون السلطة الذي يجب أن يتميز بمعرفته لساكنة القبيلة و الدوار و يكون ذا قابلية عندهم. لكن في قبيلة اولاد اعبادي بقيادة المعاريف و اولاد امحمد اقليمسطات تم تعيين مقدم قروي وفي نفس اليوم ترقى إلى رتبة شيخ قروي رغم معارضة أبناء القبيلة السالفة الذكر و احتجاجهم على تعيينه و على خروقات أخرى في وقفتهم أمام مقر قيادة المعاريف و اولاد امحمد بتاريخ 03 يناير2012 و التي كانوا يهتفون من خلالها برحيل الشيخ و القائد و موظف بمكتب الشؤون العامة بالقيادة و ينددون بجميع الخروقات و كل من إستفاد من صفقة "الشيخ" التي كان الكل يتداول قيمتها .و على إثر هذه الوقفة وقع القائد محضر إجتماع مع بعض ممثلي الساكنة حيث تدارسوا جميع المشاكل المطروحة إلا أن القائد لم يلتزم بأي وعد من المحضر الموقع عليه . و يرى المتتبعون أن تشبت السلطة بهذا الإختيار و تعيين هذا الشخص رغم أنف القبيلة هو نوع من الإستفزاز ويطرح أكثر من سؤال حول الأسباب الحقيقية التي جعلت قسم الشؤون العامة لا يراعي تقاليد عريقة للسلطات الإدارية و التي كانت تأخذ بعين الإعتبار رأي و اقتراح القبيلة في هذا الشأن لأن صفة أو مهمة "شيخ أو مقدم" كانت لا تخضع لأي مساومات نظرا لدورها المحوري في خدمة الناس على المستوى الإداري و كذلك خدمة الدولة في الحفاظ على أمنها الداخلي و بالتالي فإن الشيخ أو المقدم يجب أن يكون رجلا مرنا و رزينا و محبوبا من طرف الأغلبية و رجل ثقة قادر على خدمة المواطن و الإدارة في آن واحد. كل هذه المواصفات تنتفي عند الشخص المعني زيادة على صغر سنه و ضعف تعليمه الأمر الذي خلق نوعا من الهوة بينه و بين أبناء القبيلة٬ لكن رغم ذلك فإن لقسم الشؤون العامة بعمالة سطات رأي آخر إذ أن التعيين في هذه المهام أصبح يخضع لمعايير أخرى لا تراعي مصالح الناس و لا أمن الدولة، كما أن ما يزيد من الإستغراب و يدفع إلى مزيد من الشكوك هو تعيين هذا الشخص لمهمة شيخ منذ البداية و على رأس "مقدم" له تجربة و خبرة طويلة و يحسن القراءة و الكتابة. و تجدر الإشارة أنه تم تعيين "مقدم" أيضا بطريقة تحوم حولها الشكوك لدوار لا ينتمي إليه "المقدم" المذكور مع العلم أن أعراف البادية لا زالت تأخذ الحيطة و الحذر من أي غريب عنهم. لمزوري المختار