/ أظن السؤال يفرض نفسه في هذه الظرفية الحالية ،وخاصة ونحن نرى أعداء وحدتنا التربية ، أولائك الموالين للأطروحة الإنفصالية ،يصولون ويجولون،لقد صاروا يتناسلون من كل حدب وصوب كالطاعون ,ويتكاثرون كالفطر المسموم، الذي ينخر الجسد المغربي، ويتلف أوصاله،وصارت أفعالهم المخطط لها بإتقان وبأسلوب عصري تؤثر حتى على أولائك الصحراويين الوحدويين المتشبثين بمغربيتهم، لأنهم ضحايا إعلام موجه،فهم يتلقون في كل يوم سيلا من البلاغات الملغومة ،والتقارير المزيفة ،والصور المفبركة، والفديوهات المصنوعة، التي تقدم صورا على أن العنصر الصحراوي داخل الصحراء،يعيش كل ضروب القهر والإضطهاد والتهميش ,وتبقى هذه الأفعال الممنهجة في عمقها كلها صور مغلوطة بعيدة كل البعد عن الحقيقة ،ونحن إعلاميون نتكلم من قلب الأحداث، ونعي ما نقول,والغريب ....نحن...نعم نحن ،في ظل كل هذه الأمور ماذا فعلنا في هذا الموضوع؟؟؟ماذا جهزنا لمواجة هذه الحرب الإعلامية المعلنة علينا والتي يصدقها الغرب،؟؟؟ . إنني أقر بأن خصومنا يتفوقون علينا،لأن هذه "البروبكند" التي يسخرونها، تعتمد أساليب متطورة في تحقيق أهدافها .إنهم صاروا يؤمنون بما يفعلون، ويتأطرون من أجل إنجاح هذه السيناريوهات..أما نحن وبصراحة .. إننا ما زلنا نعتمد نفس المنهجية القديمة التي أكل عليها الدهر وشرب في التعامل مع ملف قضيتنا الوطنية منذ 37 سنة مضت،نفس الأسلوب الذي أبان عن فشله ،سوء في التدبير، وعشوائية في اتخاذ القرارات ،وارتجال في أساليب المناورة ..و الغريب ..لا أحد فكر في حل حقيقي يدفع بهذا الملف قدما نحو الحل ..لا أحد اقترح الحلول والبدائل للخروج بالصحراء من دائرة العتمة إلى النور، لا أحد فكر في التصدي لهذه "البروبكندا" التي نعيشها كلما سمعنا بزيارة بعض الجمعيات الحقوقية المشبوهة ،أو ممثل للأمم المتحدة. للعيون ..في حين نرى أعداء وحدتنا الترابية يغيرون من أساليبهم ومن تكتيكاتهم في كل ساعة وحين ،ومن ورائهم تلك الأيادي الخفية القذرة التي تحركهم كما تحرك الدمى في مسرح العرائس ،وترصد لهم العتاد والعدة والمال لإنجاح هذه المخططات الدنيئة ،والأصابع لا تشير إلى الجزائر وحدها كما تعودنا أن نقول دائما، عندما تعجز قدراتنا السياسية على تحليل الأمور، وربط الأحداث بمسبباتها ،وتحديد مواطن الداء،وتتبع الخطأ.إن أعداء المغرب كثر،وإن كانت الجزائر تأتي في المقدمة.. ولهذا لا يمكن حصرهم في دولة واحدة، إن المغرب خلق لنفسه الكثير من المتاعب في إطار سياساته الجديدة التي مكنت البلاد من السير قدما في فضاءات جديدة من الديموقراطية، خاصة في مجال فتح الملفات السوداء التي ترجع لسنوات الجمر والرصاص ، إن المغرب كان شجاعا حينما عمل على الإعتراف بأخطاء الماضي، ثم سعى إلى جبر الضرر، كما عمل كذلك على توسيع مجالات حرية التعبير ،وتمتيع المرأة بجملة من الحقوق، وقد توج خطواته هذه بالعديد من المدونات الحقوقية التي أضنت، وأرقت ، وأربكت حسابات مجموعة من الشعوب المجاورة،من بينها الجزائر ذات التاريخ الدموي، بحيث صارت هذه الدول محرجة في التعامل مع مواطنيها في ظل التغيرات الجديدة التي تعرفها المملكة المغربية والتي صارت رائدة في شمال افريقيا في مجال الحقوق. ناهيك عن مسيرات التنمية والنماء.. مع العلم أن المغرب هو بلد يعتمد في اقتصاده على الفلاحة والسياحة، وهذا اقتصاد هش غير خاضع لمنطق الاستقرار.إن المغرب فعل ما لم تفعله أي دولة عربية تملك المال والنفط في هذا الشأن الحقوقي، نعم المغرب خطط لكل شيء ،إلا في قضية الصحراء مع الأسف، وهذا ما يثير الغرابة،فالعمل مازال مرتجلا نعتمد فيه على أناس حسب اعترافات وتصريحات جملة من الصحراويين أنفسهم والمتتبعين لقضية الصحراء، لا يفقهون شيئا عن القضية ،وقد علق مؤخرا أحد البرلمانيين بأن هؤلاء الناس لا يعون حجم الملف والمسؤولية الملقاة على عاتقهم ، وهذا ليس كلامي بل كلام تردد على أذاننا في أكتر من لقاء وأكثر من محفل وقرأناه في أكثر من منبر، والأموال التي تصرف في هذا الباب هي أموال بالهبل.هذا من جهة ،ومن جهة أخرى ,نجد طرائقنا ومناوراتنا وخططنا صارت مكشوفة للخصوم لأنها لا تتجدد. يجب أن نفهم ونعي أننا أما مسؤولية كبيرة ،الأمر هنا يتعلق بالوطن ، والوطن لا يجب أن نسخر له أناس عاديين ،إن ما نحتاجه في هذه الظرفية الراهنة هم رجال ونساء مدربون لهذه الغاية،عينة غير عادية ، أناس يجمعون بين الحكمة والدهاء السياسي والأفق الواسع،ويدركون حجم القضية التي يدافعون عنها ،أناس من عين المكان ،على علم بالأرض والتاريخ والتغيرات الجيوسياسية التي عرفتها الصحراء عبر تعاقب السنين.أناس يملكون القدرة على الإقناع انطلاقا من منطق تحكمه الشرعية الدولية والمواثيق والأعراف, أناس يعرفون كيف يقرؤون الأمور ويضعون السيناريوهات القمينة بالرد على كل من يحيك لهذا الوطن المكائد، ونحن في هذا الباب لسنا أقل من خصوم وحدتنا الترابية،إن أعداءنا يعرفون قوة وقدرة المغرب حينما ينهض،ويعترف بكفاءاته.ولهذا فأنا أقترح أن نفتح مجموعة من المكاتب في البلدان الأوروبية ،مهمتها هو التعريف بقضيتنا الوطنية ،وعن طريقها(المكاتب) نتغلغل في المجتمع الأوروبي،نعمل على تبادل الزيارات والتوأمات بين مدن الصحراء ونظيراتها الأوروبية،ننظم اللقاءات والمهرجانات والأسابيع الثقافية والسياحية، نعرف من خلالها بثقافة الصحراء وثراتها الغني، بواسطة هذه المكاتب أيضا ،نشرح الاقتراح الحكيم لصاحب الجلالة والمتمثل في الحكم الذاتي ،كما يجب وهذا الأهم، أن نشرح بالضبط ما يجري في الصحراء من مغالطات إعلامية ملفقة، لا كما تصوره لنا عدسات الموالين لأطروحة الإنفصال ،علينا أن نحرك الإعلام المسموع والمرئي والمكتوب لفضح البلاغات الكاذبة مع التصدي لكل تلك السناريوهات التي تصور في أرض الصحراء ،والتي يكون فيها الصحراوي دائما هو الضحية ،في حين الضحايا الحقيقيين هم المواطنين العاديين،هي ممتلكات الناس والمصالح العمومية ورجال الأمن الذين يحاولون التصدي لما يحدث من فوضى ويعملون على حماية الأملاك العامة. إن على الدولة مسؤولية كذلك في الإستماع لمعاناة المواطن الصحراوي المهمش، والمثقف العاطل الحامل للشهادات العليا, وأن تغير السياسة (أي الدولة) في التعامل مع نداءات هؤلاء الشباب لأنهم يطالبون بحق اسوة بباقي إخوانهم الشباب العاطل في باقي ربوع المملكة ،ويندرج هذا المطلب في إطار الحق الاجتماعي الذي يجب أن تعمل عليه الدولة في ظل الانفتاح الديموقراطي الذي يضمنه الدستور ويرعاه صاحب الجلالة،يجب علي الحكومة أن تسرع في إدماج هؤلاء الشباب في سوق الشغل للتخفيف من وطأة الإحتقان، للأن البطالة تعني الفراغ والذل ، والفراغ يدفع لارتكاب المحضور، إن الفقر كفر.وأمام ضائقة الحياة قد يلجأ الشباب إلى فعل أي شيء.والمخابرات الجزائرية تجد في الشباب الصحراوي العاطل مطية سهلة لتطبيق أهدافها الخسيسة. وهذا ما رأيناه مؤخرا ..جملة من القاصرين تم تسخيرهم لخلق الفوضى إبان زيارة ،كريستوفر روس" للعيون، فوضى قام بها القاصرون مقابل 200 درهم للفرد الواحد.وقد استنكر معظم أهل الصحراء هذا العمل لأن في الأول والأخير يكون الضحية هو الطفل والشاب الصحراوي. إن العمل يضمن الكرامة للإنسان الصحراوي ،وبحكم الوظيفة يصبح المرء ليس عالة على نفسه وغيره ، بل مسؤولا في عمله وتجاه أسرته وبلده... الآن وليس غدا يجب أن نغير زاوية الرؤية في الاستثمار بالمناطق الجنوبية المغربية ب: 180 درجة ،يجب أن نوقف الاستثمار في الحجر ونحول سياستنا في الإستثمار في البشر،لنكسب قلوب الصحراوين ،في إطار من المساواة والشفافية، وآنذاك نحاكم ونسائل كل من حاذ عن الطريق المستقيم. هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى يجب أن نحول أنظارنا أيضا إلى إخواننا المرحلين والمحتجزين بحمادة تندووف ونضغط بدورنا على الرأي العام الدولي مسخرين الإعلام والمكاتب السالفة الذكر في اوروبا، وندفع بالجمعيات الحقوقية لزيارة هذه المنطقة المعزولة إعلاميا والمغلقة في وجه المنظمات الانسانية. علينا أن نفضح ما يجري هناك ونحول أنظار العالم كما تفعل الجزائر معنا في الصحراء ،إلى حمادة تندوف ،على العالم أن يقف على حجم معانات إخواننا الصحراويين المغلوبين على أمرهم هناك،ويتعرف على الظروف المأساوية التي يعيشونها في كل يوم.علينا أن نستعين بكل العائدين لفضح ما يجري بتندوف. علينا أن نعيد فتح كل تلك الملفات المغلقة ،ملف التصفيات الجسدية التي تمت فوق تراب الحمادة،قتل الرموز الصحراوية،نفتح ملف المقابر الجماعية والإخوة العائدون يعرفون أماكنها، نقتح ملف الجنود المغاربة الذين قضوا هناك تحت االتعذيب ،نفتح ملف الأطفال الذين تم ترحيلهم إلى كوبا ،ملف الدعراة القسرية في الجزائر ،ملف المجازر التي نفذت في الموريتانيين، ملف مصطفى سلمى ، ملف الإرهاب في مالي، ملف متاجرة عناصر سامية من البوليزاريو في المخدرات,ملف المساعدات الانسانية الموجه لصحراويين المحتجزين.. بتندوف والتي تباع في أسواق موريتانيا وتضخ عائداتها من مال في جيوب حكام البوليزاريو ..تصوروا معي لو تحرك الإعلام وبدأنا في فتح هذه الملفات وأشركنا معنا الإعلام الغربي والمنظمات الإنسانية.تصوروا ماذا سيحدث....لي الكلام ولكم التعليق... نجيب الاسد